للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صلى الله عليه وسلم: " الليل والنهار مطيّتان يقربان كل بعيد ويأتيان بكل موعود ". هذا كلام النبوة المشرق بنور المعرفة.

١٩ - وقال بعض الحكماء: الليل والنهار فرسان يركضان بالبشر إلى إنقضاء الأعمار وقال آخر: الليل والنهار رحيان (١) لطحن الأعمار.

٢٠ - وللشيخ المصنف في ذلك:

يا سائلي في شيبِ رأسي شيْبه ... اسمعْ جوابي فيه غيرَ مُعَرّضِ

طحنتْ رحى المَلوينِ عمري فانثنى ... في مفرقي أثرُ الغبارِ الأبيض ٢١ - وللشريف ابن دفتر خوان (٢) :

جيشانِ مختلفان جيشُ دُجُنَّةٍ ... يتغالبان معاً وجيشُ نهارِ

والليلُ يكسو الجوَّ مِسْحَاً أسوداً ... متحرقاً عند الشروقِ بنار

والصبحُ مدَّ على النجوم مُلاءةً ... بيضاءَ يمنعها عن الإبصار ٢٢ - وفي كتاب كليلة ودمنة (٣) تمثل أيام العمر بغصنين نابتين على فم بئر، وإنسان قائم عليها، والليل والنهار كجرذين أبيض وأسود مُجِدّين في قطع الغصنين، وهو لاه عنهما.

٢٣ - شاعر في الأيام (٤) :

ما سبعةٌ كلُّهُمُ إخوانُ ... ليس يموتون وهم شبّانُ لم يَرَهُمْ في موضعٍ إنسانُ ...


(١) ص: رحاتان.
(٢) هو الأمير علي بن محمد بن الرضى الحسيني الموسوي الطوسي الشريف دفتر خوان (- ٦٥٤) انظر تاريخ بروكلمان ١: ٣٥٢ وله ترجمة في حرف العين من الوافي. ومن الضروري أن يميز المرء بينه وبين دفتر خوان آخر واسمه المنتجب أحمد بن عبد الكريم كان يقرأ الدفاتر للملك العادل ابن أيوب وتوفي ٦١٥ (راجع الوافي ٧: ٧٨ ونفح الطيب ٢: ٣٠٠) وللأول منهما يشير التيفاشي باسم الشريف الموسوي والشريف الطوسي في ما يلي.
(٣) كليلة ودمنة: ٤١.
(٤) انظر محاضرات الراغب ٤: ٥٣٦ (٢: ٢٤٠) وربيع الأبرار، الورقة: ٣/أوالبصائر ٣: ٤٧٢.

<<  <   >  >>