للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤٥ - وتمنى بعض المُثْقَلِينَ بالدّين دوام الليل فقال (١) :

ألا ليَت النهارَ يعودُ ليلاً ... فإنّ الصبحَ يأتي بالهمومِ

دواعٍ لا نطيقُ لها قضاءً ... ولاردّاً وروعاتُ الغريم قوله: " ولا ردّاً " من التتميم الحسن.

٤٦ - وقول امرئ القيس: " فيا لك من ليل كأنّ نجومه " إلى آخر الأبيات قالوا: إن البيت الأخير فضل لا معنى له ولا فائدة فيه، لأن الثريا في جملة النجوم، وقد اكتفى بذكرها في البيت الأول " فيا لك من ليلٍ كأنّ نجومه " ولم أجدّ لأحد من علماء البديع من وجَّه وجهاً لامرئ القيس في ذلك؛ قال الشيخ: والوجه عندي أن من عادة العرب إذا ذكرت جملة أن تستثني أشرفها منها وتفرد بالذكر عنها لتدل على شرفه وفضله، ومثله في القران العزيز (فيهما فاكهةٌ ونَخْلٌ وَرُمّان) والنخلُ والرمانُ من جملة الفاكهة، فلما ذكر امرؤ القيس النجوم اسثنى الثريا وأفردها ليدل على شرفها وفضلها.

٤٧ - القاضي التنوخي (٢) :

وليلةٍ كأنها يومُ أَمَلْ ... ظلامها كالدَّهْرِ ما فيه خَلَلْ

كأنما الإصباحُ فيها باطلٌ ... أزهقه الله بحقٍّ فبطل

ساعاتها أَطولُ من يوم النوى ... وليلةِ الهجر وساعاتِ العذل

مُوصَدَةٌ على الورى أبوابُهَا ... كالنارِ لا يخرجُ منها مَنْ دَخَل وهذا مستملح، وإن لم يكن مختاراً من التشبيه، لأن إخراج المحسوس إلى ما ليس بالمحسوس في التشبيه به خفاء.

٤٨ - ابن المعتز (٣) :

كأن نجومَ الليلِ في حجراتها ... دراهمُ زَيْفٍ لم تُحَرَّرْ على النقد


(١) ديوان المعاني ١: ٣٤٧.
(٢) ديوان المعاني ١: ٣٤٧ ونهاية الأرب ١: ١٣٦.
(٣) ديوان المعاني ٣٤٨ ولم يرد في ديوانه.

<<  <   >  >>