للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يريد أن نجومه واقفة ليست تسير كأنها دراهم زيف ليست بنقد فتُصْرَف.

٤٩ - ولبعض المحدثين (١) :

عهدي بنا ورداءُ الليلِ منسدلٌ ... والليلُ أَطوله كاللمحِ بالبصرِ

فالآن ليليَ مذ بانوا فَدَيْتُهُمُ ... ليلُ الضريرِ فصبحي غيرُ منتظر قال: وهذا أبلغ من قول امرئ القيس، إلا أنه لا يدخل في مختار الكلام لابتذال لفظه، والمعنى أن ليله ممدود لا انقضاء له كليلة الضرير، والدهر كله عند الضرير ليل.

٥٠ - ولآخر في معنى قول امرئ القيس (٢) :

يا ليل ليتك سرمداً أبداً ... ما في الصباحِ لعاشقٍ فَرَجُ ٥١ - وأجود ما قيل في وصف الليل (٣) :

وليلِ يقول الناسُ من ظلماته ... سواءٌ بصيراتُ العيون وعورها

كأن لنا منه بيوتاً حصينةً ... مُسوحٌ أعاليها وساجٌ كسورها هذا أبدع تشبيه في الليل فإنه شبه أعلاه بِمِسْحِ شَعْرٍ لتكاثف ظلمته وأسفلهُ بساجٍ، وهو الطيلسان الأخضر، لما بشوب ما بين يدي الناظر فيه من يسير الضياء. وكسور البيت: أسافله المرخاة منه.

٥٢ - ولآخر (٤) :

وليلٍ ذى غياطلَ (٥) مُرْجَحِنّ ... رميتُ بنجمه عَرَضَ الأُفولِ

يردّ الطرفَ (٦) حندسُهُ كليلاً ... ويملأ هَوْلُهُ صدْرَ الدليل


(١) ديوان المعاني ١: ٣٤٨ والذخيرة ٣: ٦٩٦ وحلبة الكميت: ٣٠٤ ورسالة الطيف، الورقة: ١٥٣/ أ (١١٢) ومن غاب عنه المطرب: ٥٤ - ٥٥ لسيدوك الواسطي وفي لطائف اللطف للثعالبي: ١٢٨/ ألكشاجم وفي بغية الطلب ٥: ٢٢ للوزير المغربي.
(٢) تشبيهات ابن أبي عون: ٢٠٦.
(٣) ديوان المعاني ١: ٣٤٣ لمضرس بن ربعي، والأزمنة والأمكنة ٢: ٢٣٣ لمضرس بن لقيط، وزهر الآداب: ٧٥١ لابن محكان السعدي، ومحاضرات الراغب ٤: ٥٤٦.
(٤) زهر الآداب: ٧٥٢.
(٥) زهر الآداب: مدلهم.
(٦) زهر الآداب: منقبضاً.

<<  <   >  >>