للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العلماء: القضاء هو الحكم الكلي الإجمالي في الأزل، والقدر جزئيات ذلك الحكم وتفاصيله، وقال في موضعٍ آخر: القضاء الحكم بالكليات على سبيل الإجمال في الأزل، والقدر الحكم بوقوع الجزئيات التي لتلك الكليات على سبيل التفصيل. هذا القول الأول.

القول الثاني: عكس القول الأول، فالقدر هو الحكم السابق، والقضاء هو الخلق، وهذا عكس القول السابق.

ب- أنتقل إلى النقطة التالية في هذا العنصر، وهي بعنوان: وجوب الإيمان بالقدر والأدلة عليه:

الإيمان بالقدر من أصول الإيمان التي لا يتم إيمان العبد إلا بها، ففي (صحيح مسلم) من حديث عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- في سؤال جبريل -عليه السلام- النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لما سأله عن الإيمان قال: ((أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، وتؤمن بالقدر خيره وشره، قال له جبريل -عليه السلام-: صدقت)).

والنصوص المخبرة عن قدر الله أو الآمرة بالإيمان بالقدر كثيرة، وقد صرح بها القرآن الكريم في نحو مائة آية، ومن ذلك قوله سبحانه: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} (القمر: ٤٩).

ومنها قوله: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} (الأحزاب: من الآية: ٣٨).

ومنها قوله سبحانه: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} (الفرقان: من الآية: ٢)

والنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في سُنته ذكر أحاديث متعددة توجب الإيمان بالقضاء والقدر، فقد أخرج مسلم والترمذي وغيرهما عن عمرو بن العاص -رضي الله تعالى عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: ((كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وعرشه على الماء)).

وفي مسلم أيضًا عن طاوس قال: أدركت ناسًا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقولون: "كل شيءٍ بقدر"، قال: وسمعت عبد الله بن عمر يقول: "كل شيء بقدر حتى العجز والكيس".

<<  <   >  >>