للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنتقل إلى النقطة التالية، وهي بعنوان: أركان الإيمان بالقدر:

الإيمان بالقدر يقوم على أربعة أركان من أقر بها جميعًا فإن إيمانه بالقدر يكون مكتملًا، ومن انتقص واحدًا منها أو أكثر فقد اختل إيمانه بالقدر، والأركان الأربعة هي:

الركن الأول: الإيمان بعلم الله -تبارك وتعالى- الشامل المحيط، وقد كثر في كتاب الله، وسُنة رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- تقرير هذا الأصل العظيم، فعلم الله محيطٌ بكل شيءٍ، يعلم ما كان، وما سيكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون، ويعلم الموجود والمعدوم، والممكن والمستحيلة، وهو عالمٌ بالعباد، وآجالهم، وأرزاقهم، وأحوالهم، وحركاتهم، وسكناتهم، وشقاوتهم، وسعادتهم، ومَنْ مِنْ أهل الجنة منهم ومَنْ مِنْ أهل النار، كل ذلك لأنه -سبحانه وتعالى- يتصف بصفة العلم الشامل الواسع لكل شيءٍ، قال تعالى في تقرير ذلك: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} (الحشر: من الآية: ٢٢).

وقال سبحانه: {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} (الطلاق: ١٢).

والنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أخبر في سُنته في أحاديث كثيرة عن علم الله -سبحانه وتعالى- الواسع المطلق، ومن ذلك ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- سئل عن أولاد المشركين، فقال: ((الله أعلم بما كانوا عاملين)).

الركن الثاني من أركان الإيمان بالقدر: الإيمان بأن الله كتب في اللوح المحفوظ كل شيءٍ، دلت النصوص من الكتاب والسُّنة على أن الله كتب في اللوح المحفوظ كل ما كان وما سيقع؛ ففي الحديث الذي يرويه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله تعالى عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((كتب الله مقادير الخلائق)) فقوله: ((كتب)) يدل على أن الله -عز وجل- كتب مقادير الخلائق.

كما ذكر عبادة بن الصامت في حديثه أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: ((إن أول ما خلق الله القلم، فقال: اكتب، قال: ما اكتب؟ قال: اكتب القدر ما كان وما هو كائن إلى الأبد)).

<<  <   >  >>