ومعاملاته، إلا ما علموا منه أنه خاص به -صلى الله عليه وآله وسلم- فكانوا يأخذون منه أحكام الصلاة، وأركان الصلاة، وهيئات الصلاة نزولًا عند أمره -صلى الله عليه وآله وسلم- حينما قال لهم:((صلوا كما رأيتموني أصلي)).
وأخذوا عنه مناسك الحج، وشعائره امتثالًا لأمره أيضًا حيث قال لهم:((خذوا عني مناسككم)) إلى آخر ما جاء من هذه التعليمات الرشيدة، سواء كان في القرآن الكريم، أو في سنة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وكلها تأمر وتوجب اتِّباع النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وألَّا يخرج العبد عما جاء عنه -عليه الصلاة والسلام.
وأختم هذه النقطة بحديث جليل للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- رواه عنه أبو هريرة -رضي الله عنه- وفيه يقول:((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا: يا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى)) تأملوا كلمات هذا الحديث: ((من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى)).
واستكمالا لذلك أقول: إذا أوجب الله علينا اتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- وطاعته، فيجب أن نعلم أيضًا أن نصرة الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- من لوازم الإيمان، وقد ضمن الله تعالى الفلاح لمن آمن برسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- ونصره، قال تعالى:{فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(الأعراف: من الآية: ١٥٧) فالذين عزروه هم الذين وقروه، والذين نصروه هم الذين أعانوه على أعداء الله وأعدائه بجهاده، ونصب الحرب لهم.
وقد مدح الله تعالى المهاجرين الذين نصروا رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- وشهد لهم بالصدق في إيمانهم، فقال:{لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}(الحشر: ٨). كما شهد الله -تبارك وتعالى- لمن آوى المهاجرين، ونصر الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- بأنهم هم المؤمنون حقا، فقال سبحانه:{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}(الأنفال: ٧٤) فكان البذل والعطاء