وقرة أعينهم، قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((جعلت قرة عيني في الصلاة)) الصلاة يمحو الله -عز وجل- بها الخطايا، ويكفر بها السيئات، كما قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء، قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: فكذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بهن الخطايا)).
كذلك مثل الصلوات الخمس، يعني ضرب النبي -صلى الله عليه وسلم- لذلك مثلًا في أنه كما أن الماء يطهرك من الوسخ، فكذلك الصلاة تطهرك يا عبد الله، النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول:((الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر)) وقال عبد الله بن مسعود -رضي الله تعالى عنه-: "من سره أن يلقى الله غدًا مسلمًا فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإن الله تعالى شرع لنبيكم سنن الهدى، وهذه الصلوات الخمس من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور، ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد، إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفعه بها درجة، ويحط عنه سيئة، ولقد رأيتنا -هذا كلام عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، ولقد رأيتنا- وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف".
ومن الأمور التي أحب أن أنبه إليها هنا، وأنا أتحدث عن أهمية الصلاة، ومنزلتها، وحديثي عنها لأنها الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي آكد الأركان كما ذكرت، بل إن البعض يقول بأنها هي الركن الأول بعد الشهادتين، يحلو له أن يقول الركن الأول بعد الشهادتين؛ حتى يبرز أهميتها، مما أود أن ألفت النظر إليه هنا هو وجوب الخشوع في الصلاة، يعني أن يحضر الإنسان فيها بقلبه، وأن يحافظ عليها، والخشوع فيها أعني أن يكون الإنسان حاضرًا بقلبه وجوارحه.
قول الله -تبارك وتعالى-: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ}(المؤمنون: ١، ٢) فالله -عز وجل- ذكر أن المحافظة على الصلاة، وأن الخشوع فيها يدخل العبد الجنة، ويحقق له الفلاح، الذين هم في صلاتهم خاشعون كما على العبد أيضًا أن يخلص لله -تبارك وتعالى- في الصلاة لقوله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)).