للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنتقل بعد هذا الأمر المهم الذي تحدثت عنه إلى النقطة التالية في هذا العنصر، وهي بعنوان: وجوب أدائها في المسجد، أعني وجوب أداء الصلاة في المسجد، الواجب أن تؤدى الصلاة جماعة في المسجد لذلك من الفضل العظيم، فعن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((صلاة جماعة أفضل من صلاة الفذ -يعني الفرد- بسبع وعشرين درجة)) ولقد هم رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم هم- بتحريق البيوت على رجال يتخلفون عن صلاة الجماعة، وذلك في الحديث المتفق عليه، وفيه يقول -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((من سمع النداء فلم يأت، فلا صلاة له إلا من عذر)) وأمر النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- من لم يطمئن في صلاته أن يعيدها حتى يقف بين يدي الله -تبارك وتعالى- مؤديًا الصلاة مع الجماعة، ومطمئنا أيضًا فيها.

وهذه مسألة مهمة يجب أن ألفت النظر إليها الصلاة مهمة، وأيضًا شهود هذه الصلاة، وحضورها في بيوت الله -تبارك وتعالى- لأن مساجد الله -عز وجل- لم تبن إلا لذلك، والله أثنى على رجال يقومون لله -تبارك وتعالى- في بيوتهم: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} (النور: ٣٦، ٣٧) فعلى المسلمين جميعًا أن يهتموا بهذه الصلاة، وأن يحرصوا على أدائها جماعة في بيوت الله -تبارك وتعالى.

أنتقل بعد ذلك إلى النقطة التالية في هذا العنصر، وهي بعنوان: حكم ترك الصلاة: في الحقيقة من المنكرات الظاهرة في هذه الأزمان المتأخرة ترك الصلاة من كثير ممن يدعي الإسلام، وهذه أيضًا مسألة مهمة يجب أن أقف عندها لأحذر من التهاون في الصلاة، أو ترك الصلاة بالكلية، خاصة ممن ينطق بلسانه: لا إله إلا الله محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ذلك أن ترك الصلاة كفر، كما صح عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال: ((بين الرجل والكفر أو الشرك ترك الصلاة)) وقال: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)) ومن ضيع الصلاة، فهو لما سواها أضيع، فهي عمود الإسلام، ولا دين، ولا إسلام لمن ترك الصلاة.

<<  <   >  >>