للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأمر الرابع من أثر الإيمان في الفرد والمجتمع: تحرير العباد من التخبط الفكري، والفوضى العقائدية، والعبودية للمال، وإخراجهم من ظلمات الشرك والجهل والخرافة والدجل إلى نور الإيمان، والعلم، والتوحيد الذي يكشف الحقائق، ويبَصِّر بالصواب، ومن يدور في تاريخ الأمم يعجب من ذلك الضلال الذي عاش فيه البشر حيث عبدوا الأشجار، والأحجار، والشموس، والأقمار، بل إن البعض ألَّه البشر، والبقر من دون الله -تبارك وتعالى.

والإيمان بالله -عز وجل- والاستقامة على المنهج تحرر العبادة من هذه الفوضى؛ لأن ذلك يوجب على العبد ألا يلجأ إلا إلى الله، وأن يتوجه بجميع عبادته إلى ربه ومولاه، وأن يكون فيها مقتفيا أثر رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ومصطفاه، والذي يدفعه إلى ذلك هو الإيمان بالله -تبارك وتعالى- دون سواه.

الأثر الخامس من أثر الإيمان في الفرد والمجتمع: الثبات على خط واحد في اليسر والعسر، يشكر العبد ربه في النعمة، ويصبر في المصيبة، وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أن أمر المؤمن كله له خير، في الحديث: ((عجبًا لأمر المؤمن أمره كله خير؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصبته ضراء صبر فكان خير له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن)).

الأثر السادس: الوحدة والاتفاق، فأتباع هذا الدين تأتلف منهم القلوب، وتتفق منهم الأعمال، وكلما استمسكوا بهذا الدين ازدادوا اتحادا؛ لأن ربهم واحد، ولأن دينهم واحد، ووجهتهم واحدة، ومن أرسل إليهم رسول الله واحد -صلى الله عليه وآله وسلم- ونحن معشر أهل الإسلام نتوجه إلى قبلة واحدة، ونعتقد معتقد واحدًا، فلم تكون قلوبنا إذن متفرقة؟ فإذا آمن العبد بربه وموالاه أدى ذلك إلى أن يتحد كل من آمن بالله -عز وجل- على الأمر الذي آمنوا به، وكل ما جاء في دين الله -عز وجل- يدعو إلى

<<  <   >  >>