للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مانع من فقر، أو لون، أو ذكورة، أو أنوثة، أو دمامة خلقة، أو ضعف، كما لا يرفع عن الإنسان أبدًا إذا فاتته التقوى، لا يرفع عنه شرف النسب، أو كثرة المال لا يرفع عنه بحال من الأحوال الذلة، والمهانة، وعدم التقدير، والاحترام؛ لأن تقوى الله -تبارك وتعالى- هي المدار الذي يدور رفعة الإنسان. هذه هي نتائج اتخاذ العقيدة الإسلامية أساسًا للنظام المجتمع.

أنتقل بعد ذلك إلى النقطة التالية في هذا العنصر، وهي ج- بعنوان: الإيمان يدفع إلى المثل العليا:

في الحقيقة في ختام الحديث عن الإيمان وأركانه، والإسلام وأركانه- أود أن أبرز أمرًا مهما للغاية، وهو أن الإيمان يدفع إلى المثل العليا، وسأبين هذا إن شاء الله -تبارك وتعالى- بشيء من التفصيل؛ لأني أود، وأدعو، وأحب أن أركز في المستمعين أن الإيمان لا يختصر على القول، وإنما هو اعتقاد بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالجوارح، والأركان، وبالتالي فعلى المؤمن أن يترجم إيمانه إلى حياة عملية، واقعية، ومن هنا كانت هذه النقطة: الإيمان يدفع إلى المثل العليا.

المؤمن يعيش لرسالة كبيرة، ويعمل لهدف رفيع، ويحيا في ظل مثل عليا يعيش لها، ويموت عليها، هي القربى إلى الله، والعبد يسعى دائما في مرضاة الله -تبارك وتعالى- وهو في سبيل مثله يكبح جماح نفسه، ويقمع طغيان هواه، ويضغط على غرائزه وشهواته احتسابا لله، وإيثارا لما عنده، وابتغاء مرضاته، وإيمانا لحسن الثواب لديه، قد وضع نصب عينيه قول ربه -جل شأنه-: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ} (آل عمران: ١٤ - ١٧).

<<  <   >  >>