للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النقطة رابعة: فيصل القول في علاقة القرآن الكريم بالعلم:

وبعد قراءة وبحث في هذا الموضوع رأيت أن النظرة العلمية إلى آي القرآن الكريم تنقسم إلى ثلاثة أنواع؛ النوع الأول: بيان وجه الإعجاز العلمي، ومن نافلة القول أن أقول: إن إعجاز القرآن الكريم ليس قاصرًا على وجه واحد من وجوه الإعجاز، بل الصحيح أن الإعجاز وجوه شتى، منها: هذا الوجه العلمي، وبيان هذا الوجه من الإعجاز العلمي يتضح في بعض آيات القرآن الكريم، خاصة تلك التي يتعلق موضوعها بالأكوان، وبالخلق العامل لهذه الأكوان، ويجد القارئ لتلك الآيات الكريمة أنها تقرر حقيقة علمية مستقرة لا يعتورها الزيف، ولا التغيير، وأن هذه الحقيقة لم تكن معروفة في عصر التنزيل، وهي لا تتعلق بأمر اعتقادي يجب أن يكون قاطعًا، ولا بحكم شرعي لا ينبغي أن يكون مفصلًا، ولا ينتقص من قدر أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أنهم لم يعرفوا تفاصيل هذا السر من أسرار الكون الذي جاءت آيات قرآنية تشير إليه في إيجاز.

فهو -كما ذكرت الآن- أمر لا تتعلق به عقيدة ولا شريعة، وقد ظهر لهؤلاء السابقين في حياتهم من وجوه إعجاز القرآن ما ظهر من وجوه كثيرة، وأولها: الإعجاز البياني، وهو يكفي أن يكون حجة ناهضة، ودليلًا رائعا، ومطمعًا رادعًا لمن لم يؤمن، ثم شَاءَتْ حكمة العليم الخبير سبحانه أن يكون هذا الوجه من الإعجاز مخبوءًا في هذا الكتاب الذي لا تنقضي عجائبه لهذا الجيل من الناس الذي فتن فتونًا كبيرًا بمبتكرات العلم التجريبي ومخترعاته، وهذا من رحمة الله بعباده، وقد أنزل الله -سبحانه وتعالى- كتابه هاديًا للبشر في كل عصر كافيًا لحاجاتهم القلبية، والعقلية، والنفسية، والتشريعية، والسياسية، والاقتصادية في كل مصر، ومن صور هذا

<<  <   >  >>