للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإعجاز، وهي كثيرة أنك تقرأ قول الله -تبارك وتعالى-: {أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} (القيامة: ٣، ٤) ففي هذه الآية الأخيرة صورة من صور الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ذلك أنه قد أضحى من المسلمات القطعية أن بصمات أصابع أي إنسان لا تتشابه مع بصمات أي إنسان آخر من هذه الملايين التي عاشت أو تعيش أو ستحيا على هذه الأرض حتى أصبحت هذه البصمات دليلًا لا يرقى إليه الشك في كثير من المعاملات الرسمية، فتوقيع إنسان ما على صك مالي أو وثيقة بيع قد يداخله التزييف والتزوير، ونحن نسمع عن هذا كثيرًا.

وأما أمر البصمة فهو يستعصي على التزييف، وعلى التزوير، ولهذه الأسرار في البصمة الإنسانية جاء قول الله تعالى: {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} (القيامة: ٤)، ومعنى نسوي بنانه هنا هي كمعنى قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ} (الانفطار: ٦: ٨) فمعناها في الموضعين: أنه جعل خلقته عل النحو الأتم الأكمل السواء، وتمام تسوية البنان، وهو طرف الإصبع أن يكون على النحو المعجز الذي ذكرناه من قبل، وقد جاء هذا الإعجاز في كتاب الله -تبارك وتعالى- وتوصل العلم الحديث إليه.

النوع الثاني من نظرتنا العلمية للقرآن الكريم: هو التفسير العلمي، ونعني بالتفسير العلمي أن يقوم المفسر بشرح بعض التفصيلات العلمية لشيء ذكره القرآن الكريم، وذكر آية الله فيه، وفهم الذين استمعوا القرآن الكريم من رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- نعمة الله فيما ذكر على سبيل الإجمال، وأفصل هذا الإجمال الآن بمثال شارح: قال الله -تبارك وتعالى-: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ ودَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ} (النحل: ٦٦) فالله -سبحانه وتعالى- يمتن على عباده

<<  <   >  >>