للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بهذا اللبن السائغ، وكل من سمع هذه الآية، وقت نزولها من مؤمن أو كافر لا يشك في فائدة هذا اللبن، وما فيه من سكريات، وما فيه من فيتامينات، وما ماثل ذلك بالكميات المحددة، والمقادير المفصلة؛ فهل يكون ذكر هذه المعارف حول هذه الآية الكريمة إلا إظهارًا لأسرار آيات الله في الخلق، وبيانًا لمزيد فضله على عباده، وردًّا على بعد المولعين بتقدم العلوم في عصرهم، وهذا ما أعنيه بالتفسير العلمي.

والفرق بين بيان الإعجاز العلمي في الآية، وتفسيرها تفسيرًا علميًّا أن الأول: هو كشف المغطى، والثاني: هو تفسير المجمل، وبيان وجه الإعجاز العلمي، والتفسير العلمي صحيح ومقبول.

النوع الثالث من نظرتنا العلمية إلى آي القرآن الكريم: ما يعرف بالتأويل العلمي، والتأويل العلمي هو التعسف في فهم آيات القرآن الكريم، وبترها من سياقاتها؛ لتخدم معاني بعيدة عن أغراضها، فتأول آيات القرآن الكريم بالمزعزع من النظريات، والمضطرب من التخمينات، وهذا التأويل في الحقيقة سفه في الرأي، وقول على الله بغير علم، وعدوان على بيان القرآن الكريم، ومسخ لدلالات الألفاظ اللغوية، وهذا هو المردود والمرفوض والمرذول، وأمثلته كثيرة، وفي كل يوم ترى منها جديدًا؛ لأن التأويل تفسير بالهوى، وقول بالظن، والهوى لا ضابط له، والظن لا يقمعه إلا اليقين، والذي أود تقريره هنا في هذه القضية هو أن القرآن الكريم لا يوجد فيه نص من النصوص يناقض حقيقة علمية ثابتة بحال من الأحوال، وهذه ناحية من نواحي إعجازه، كما أن الذي أشار إليه القرآن الكريم من الحقائق العلمية يُعَدّ أيضًا دليلًا من دلائل هذا الإعجاز، وهذا القدر من التدليل على إعجاز القرآن الكريم من هذه الناحية يكفي، ويشفي،

<<  <   >  >>