للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الاستعمار والسيطرة ونشر المبادئ والأفكار والأنظمة؛ ولهذا كان الإعلام بديلًا عن الحروب.

ثانيًا: لقد توسعت معاني الحرية الشخصية والسياسية في حياتنا الراهنة، وتبع ذلك كثرة المذاهب والأفكار والعقائد، ووجد كل مذهب وعقيدة وفكرة نفسه مرغمًا إلى إجادة فن الإعلان والدعاية؛ ليجد لنفسه مكانًا تحت الشمس في هذا العالم، وبذلك أصبحت الحرب الإعلامية من الأفكار والمبادئ قائمة على قدم وساق؛ ولذلك ازدهرت سوق الإعلام والدعاية.

ثالثًا: أن توق الناس ولهفتهم إلى جديد من الاختراعات المادية عودهم التبرم بالقديم والثورة عليه، وهيأ نفوسهم إلى الاحتفال بالجديد دائمًا، وفي غمرة هذه الانقلابات الخلقية تجددت المفاهيم والقيم والعقائد تجدد النماذج الحديثة للمخترعات والسيارات والملابس، وهذا من ألوان وأنواع الحرب الإعلامية.

رابعًا: الوسائل الضخمة للإعلام التي يسرتها المخترعات الحديثة جعلت للدعاية والإعلام شيئًا آخر، فقد أصبح العالم الآن كقرية صغيرة أمام الموجات التي تنقل ليس الصوت فقط؛ بل الصوت الصورة؛ ولذلك تخطت الحروب الإعلامية الحدود السياسية، لتدخل إلى عقر دار المخالفين بل إلى مخادع الزوجات.

وهكذا خلقت الآلات الحديثة كالراديو والتلفاز والصحافة عالمًا جديدًا هو عالم الصراع الفكري والإعلامي؛ لأن كل واحد يقدم ما لديه، وقد أشرت سابقًا إلى أن الصراع بين الحق والخير أو بين الحق والباطل، والشر والخير قائمًا على قدم وساق.

والإسلام -كعقيدة ونظام يتصل بحياة الناس صغيرها وكبيرها- يجد اليوم نفسه في صراع رهيب مع هذه الأنظمة والعقائد والأفكار الكثيرة، التي تملأ الأرض شرقًا

<<  <   >  >>