للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وغربًا.

وقد سبق أعداء الإسلام إلى استخدام وسائل الإعلام المختلفة ضد دين الله -تبارك وتعالى- وقد تنبه المسلمون اليوم لذلك؛ فدخلوا في الميدان ولا بد من إتقان المواجهة ضد هؤلاء الأعداء: {وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (الصف: من الآية: ٨).

ب- موقف المسلم من الحرب الإعلامية ضد الإسلام:

الشبهات والاعتراضات ضد الإسلام كثيرة ومتعددة، وهي مسموعة ومقروءة، ولأن هذه الشبهات والاعتراضات تشكل عند بعض الناس عقبة حقيقية، تمنعهم من الإذعان للإسلام والإيمان به والدخول في سلك المؤمنين؛ كان لا بد من رد علمي شامل لأصول هذه الشبهات، ولأن كثير من مثيري هذه الشبهات والاعتراضات لا يريدون بها إلا إشغال للمسلمين وإنهاكًا لقواهم وإهدارًا لإمكانياتهم ورفعتهم؛ كان الواجب أن يقابل هؤلاء بما أمر الله -سبحانه وتعالى- به حيث يقول: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا} (الفرقان: من الآية: ٦٣).

وأعني بذلك أن إشغال الأوقات بالردود على كل جاهل مضيعة للوقت؛ ولذلك لا بد من مسلكين ضروريين لكل داع إلى الله -عز وجل- وهذان المسلكان يعبران عن موقف المسلم من الحرب العدائية والإعلامية ضد الإسلام.

المسلك الأول: هو الرد العلمي الذي يعتمد الدليل والبرهان على شبهات المضللين واعتراضات المعترضين.

الأمر الثاني أو المسلك الثاني: الصفح الجميل والإعراض بالحسنى عن جهالات الجهلاء، وسفاهة السفهاء، وكلا الموقفين ثابتان بالكتاب والسنة.

فدليل الموقف الأول: هو هذا الحشد الهائل من آيات القرآن الكريم؛ التي نزلت جميعها ردًّا على شبهات واعتراضات المشركين واليهود والنصارى، فلم يترك

<<  <   >  >>