للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقوم في نفس مَلِكٍ أو قائد حربي ليُرضي غروره الشخصي، وينتفش كبرًا وخيلاء، أو لشهوة الانتقام، ولم يكن لهذه الحروب تقاليد تمنع من هتك الأعراض، أو تخريب المدن المسالمة، أو قتل النساء والأطفال والشيوخ، ولما جاء الإسلام أبطل ذلك كله، وحرّم الحروب كلها إلا أن تكون جهادًا في سبيل الله -عز وجل- جهادًا لدفع اعتداء عن المسلمين، أو لتحطيم القوى الباغية التي تفتن الناس عن دينهم بالقهر والعنف، أو لإزالة القوى الضالة التي تقف في سبيل الدعوة وإبلاغها للناس؛ ليروا الحق ويسمعوه، قال تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} (البقرة: ١٩٠) وقال سبحانه: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ} (البقرة: ١٩٣).

فهي دعوة سلمية لا تكره أحدًا: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ} (البقرة: من الآية: ٢٥٦) وبهذا تندفع افتراءات كثيرة على الإسلام في تشريع الجهاد، ولولا ضيق الوقت لذكرت أكثر من ذلك.

وأنتقل إلى نقطة لا بد من الإشارة إليها، وهي النقطة (د) بعنوان:

د- التفجيرات في بلاد المسلمين ليست من الجهاد في سبيل الله تعالى:

التفجيرات عملٌ إجراميٌّ بإجماع المسلمين، وفيه هتكٌ لحرمات الإسلام المعلومة بالضرورة، وهتكٌ لحرمة الأنفس المعصومة، وهتكٌ لحرمات الأمن والاستقرار.

أقول هذا؛ لأن بعض الأغرار خرجوا في بلاد المسلمين وبدءوا يفجرون فيها، وقد وقع التفجير حتى في بلاد الحرمين الشريفين التي تحكم بالقرآن، وترفع سُنة سيد الأنام -صلى الله عليه وآله وسلم.

وأنا أتساءل: ماذا ينقم هؤلاء المجرمين على المملكة العربية السعودية، وهي تطبق شرع الله وتنشر دين الله في أرضه، كيف يسوغ لهم بعد ذلك أن يقتلوا فيها مَنْ يشهدوا لله بالوحدانية، ولنبيه -صلى الله عليه وآله وسلم- بالرسالة، ثم يزعمون بعد ذلك أنهم مجاهدون في سبيل الله، كلا والله إنهم يجاهدون في سبيل الشيطان، وأحذرهم من ذلك.

وأكتفي بهذه الكلمات، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

<<  <   >  >>