للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان -رحمه الله- عالمًا وباحثًا ومحققًا يغوص في جنبات المسألة العلمية ويذكر غورها، ويخرج منها، وقد ألمَّ بكل ما يعلق بها، وكان حريصًا على إتباع الكتاب والسنة، نابذًا للتقليد ومحذرًا عنه، وكان مفسرًا بارعًا محبًّا للقراءة، يعكف الساعات الطوال على الكتب كي ينقب ويبحث ويقارن وكان خطيبًا لسنًا يمتاز بصدق التعبير وجزالة الأسلوب وقوة وفصاحة المنطق وكانت دعوته -رحمه الله- تخالط شغاف القلوب وتلمع فكرته أمام العقل دون إيهام وشبهة.

وكان محبًّا للتراث الإسلامي ينقب عنه ويسعى جاهدًا إلى نشره، قال الشيخ فتحي أمين عثمان -وكيل جماعة أنصار السنة المحمدية سابقًا وعضو الجماعة الآن يقول عن الشيخ حامد -رحمه الله-: لقد كانت آخر آية فسرها: {وَيَدْعُو الْإِنْسَانُ بِالشَّرِ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولَا} (الإسراء:١١).

وقد اعتنق الشيخ محمد أحمد أبو الفتوح مذهب السلف -رحمه الله تعالى- وذلك لاهتمامه بالقراءات لعلماء السلف من أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الحافظ ابن القيم والشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمهم الله تعالى- وغيرهم من علماء التوحيد وأئمة الهدى، وعني بكتبهم ومؤلفاتهم وطبعها ونشرها بين المسلمين؛ ولهذا ظهر ميول الشيخ لمذهب السلف وتأثر بعلمائه واتبع المنهج الحق الذي جاء من عند الله -تبارك وتعالى.

وقد عبر الشيخ نفسه عن هذا التحول في حياته بقوله: "ولقد كنت في حياتي الأولى سالكًا مع السالكين، وملبسًا مع الملبسين، ومخرفًا مع المخرفين، وداعيًا إلى البدعة والجاهلية وعبادة الموتى والخشب والنصب مع الداعين، فهداني الله إلى نور الهدى، وكشف عن بصيرتي حجب الجهل والعمى، وبصرني بنور الحق من كتاب الله وسنة نبيه المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- ووفقني بفضله إلى سبيل السلف الصالح

<<  <   >  >>