من الصحابة والتابعين، وانقذني بذلك من طريق الردى، فذقت من يومئذ حلاوة التوحيد الخالص والإيمان، وتحققت الفرق العظيم بين الحق والباطل والهدى والضلال، وبين توحيد الأنبياء والمرسلين وتوحيد المشركين والجهمية المعطلين، وغير آيات الله وحديثه رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- وبين شبهات المبطلين وزخارف المفترين، وعرفت لله تعالى منته العظمى في تلك الهداية ونعمته الكبرى في هذا التوفيق".
وقد كانت للشيخ -مؤسس الجماعة- علاقة متميزة مع جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود مؤسس الملكة العربية السعودية -رحمه الله تعالى- وما ذلك إلا لما رآه في الشيخ من غيرة وهمة لنشر مذهب السلف الصالح وما رآه من تأثره بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تبارك وتعالى- وقد كان الملك عبد العزيز محبًّا لعقيدة السلف ساعيًا في نشرها مجاهدًا في الدفاع عنها.
وقد ذكر الشيخ حامد أنه كان يحضر بعض جلسات الملك عبد العزيز وقد عينه مديرًا لإدارة الطبع والنشر بمكة المكرمة عندما كان مقيمًا بأم القرى، يظهر كل ذلك فيما ألفه الشيخ محمد حامد الفقي في تلك الرسالة المسماه: "أزهار من رياض سيرة الإمام العادل الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود".
كما كانت له علاقة متميزة مع علماء نجد وحجاز فكانوا يتبادلون النسخ النادرة من تراث السلف الصالح ومنهم على سبيل المثال الشيخ الفاضل محمد نصيف، رحم الله الجميع.
كما كان الشيخ حامد -رحمه الله تبارك وتعالى- وقفات جادة ومشاركات فعالة في القضايا الوطنية والقومية، فقد شارك مع أبناء مصر في المعارك ضد المحتل: يقول الأستاذ محمد رشدي خليل: وقد ساهم الشيخ حامد مع أبناء وطنه في المعارك التي خاضوها ضد المستعمر مطلع أيام الحرب العالمية الثانية، كان يقوم في جوف الليل بطبع المنشورات ضد الإنجليز والاحتلال البريطاني.