للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد بين الله تعالى هذا في قوله سبحانه: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (النحل: من الآية: ٣٦) وكما قال تعالى مخاطبًا نبيه محمدًا -صلى الله عليه وآله وسلم- في شأن دعوة الرسل: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ} (الأنبياء: ٢٥).

وبهذا أخبرنا الله تعالى أن المهمة الأولى لجميع الأنبياء والرسل: هي دعوة أقوامهم لنفي الألوهية عن كل مخلوق مهما علت مكانته، وعظم شأنه وإثباتها لله الواحد الفرد الصمد، وقد جاءت أكثر الآيات في كتاب الله تنعى على المشركين تأليههم غير الله وتذكرهم بنعمة الله تعالى عليهم وهي نعم كثيرة فياضة، وتخبرهم أنه وحده المستحق للعبادة الجدير بالألوهية، وأن الله تعالى ما غضب على قوم من الأقوام ولعنهم وعذبهم إلا لإصرارهم على التردي في هاوية الشرك، واستكبارهم عن إفراد الله وحده بالعبادة.

أما عقيدتهم في الأسماء والصفات التي يدعون إليها: فهي توحيد الله في أسمائه وصفاته، فالله له الأسماء الحسنى والصفات العليا لا يماثله فيها أحد من خلقه، وتسميته سبحانه بما سمي به نفسه وما سماه به رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ووصفه به يجب أن نثبته كما جاء من عند الله وأن نحذر من مذاهب أهل الزيغ والتعطيل الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، وفي أسمائه وصفاته يلحدون، ويزعمون كذبًا أنهم له ينزهون.

ومتى كان تعطيل الأسماء والصفات الواردة في الكتاب والسنة تنزيهًا أو جحدها تعظيمًا، إنما التعظيم الحق أن تثبت لله ما أثبته لنفسه وما أثبته له رسول الهدى والرحمة -صلى الله عليه وآله وسلم- وكانت هذه هي عقيدة ودعوة أنصار السنة المحمدية في باب أسماء الله وصفاته.

<<  <   >  >>