للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد شرح بعض علماء أنصار السنة الأسباب الشرعية التي دفعتهم إلى تركيز دعوتهم إلى التوحيد، فذكروا أنه هو دعوة جميع الرسل، وهو الذي تقوم عليه الأعمال، ويتوقف عليه دخول الجنة، إلى جانب أن الحالة التي كان عليها المجتمع قبيل نشأة جماعة أنصار السنة المحمدية -ومن ذلك الاعتقاد في المشايخ أصحاب المقامات والأضرحة من أنهم يكشفون القربات ويغيثون الملهوف ويكشفون الضر عن المتضررين وغير ذلك- كل هذا دعا علماء أنصار السنة المحمدية ودفعهم إلى الاهتمام بعقيدة التوحيد والدعوة إليها.

ثانيًا: من أصولهم الدعوة إلى حب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حبًّا صادقًا صحيحًا يحمل على اتخاذه مثلًا أعلى وأسوة حسنة، وأن نقتدي به في عباداته ومعاملاته وأخلاقه وأن نجتنب كل ما لم يكن من أمره وأمر أصحابه، كذلك يجب علينا أن نقدم قوله -صلى الله عليه وآله وسلم- على كل قول أيًّا كان قائل هذا القول قال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (الحشر: ٧).

وقد اهتمت جماعة أنصار السنة بالدعوة إلى هذا الأصل؛ لأن السواد الأعظم من المسلمين في ذلك العهد قد انسلخوا من حب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وإتباع سنته وأصبحت صلتهم به -صلى الله عليه وآله وسلم- في مجرد التلفظ بشهادة أن محمدًا رسول الله والصلاة عليه -صلى الله عليه وآله وسلم- حين ذكره، وفي الحقيقة: هذه شهادة جوفاء فارغة عن جميع مستلزماتها ومقتضيتها التي بينها العلماء؛ لأن من مقتضيات هذه الشهادة طاعته -صلى الله عليه وآله وسلم- فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وألا يعبد الله إلا بما شرع.

ولكن وللأسف الشديد انصرف كثير من الناس عن اتباع الهدي النبوي وفرغوا حياتهم في جميع نواحي الحياة في العبادات والشرائع والسلوك والمعاملات، فرغوها من هدي النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وأصبح الكثير من الناس يميل إلى تقليد الغرب في كثير من أنماط الحياة؛

<<  <   >  >>