للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في الزواج والأفراح والأتراح والحل والترحال، وفي طريقة اللباس المأكل المشرب وما إلى ذلك، وأصبح التعبير عن حب الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- لما هو مخالف لهديه وهدي أصحابه من إقامة الموالد والتغنى فيها بالأذكار البدعية، وضرب الطبول والرقص والمجون واختلاط الرجال بالنساء، أصبح كل ذلك هو التعبير عن حب النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وهذا كله باطل؛ لأن حب النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يستلزم أن نطيعه وأن نقتفي أثره وأن يكون هو القدوة -صلى الله عليه وآله وسلم- في كل ما نأتي وما نذر.

ثالثًا: الدعوة إلى أخذ الدين من نبعيه الصافيين: القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة؛ لأن الناس لن يسعدوا في الدنيا ولن تكون لهم نجاة في الآخرة، إلا بفهمهما واتباعهما وما عداهما من أقوال الناس يحتمل الخطأ والصواب، فالصحيح ما حكما بصحته، والباطل ما حكما ببطلانه أيًّا كان قائله، ومهما نال من نفوس الجماهير من إجلال وإكبار، فالدين هو الجزء المنتظر للعبد يوم القيامة وهو يترتب ثوابًا وعقابًا على مبلغ التمسك بقول الله وهدي رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أو الانحراف عنهما.

وتظهر أهمية هذه الدعوة في أن المسلمين في تلك الآونة قد انقسموا إلى فرق وأحزاب وطوائف متصارعة متدابرة متباغضة، وكل فرقة تنتسب إلى شيخ أو مؤسس، وتدعي أنها هي الوحيدة على الجادة وعلى الصراط المستقيم، كما تدعي أنها على نهج الكتاب والسنة، ولكن عند التحقيق يتبين أنها متعصبة لشيخها أو لطريقتها، بعيدة كل البعد عن المنهلين الصافيين الكتاب والسنة، ولا شك أن من ابتغى الهدى في غيرهما أضله الله: روى الحاكم في (مستدركه) بسنده عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما أبدًا: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض)).

<<  <   >  >>