للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- قد ضمن الهداية وعدم الضلال لمن تمسك بهما، وجماعة أنصار السنة المحمدية، عندما رأت ابتعاد الناس عن أخذ دينهم من الكتاب والسنة، وتعصبهم لبعض المشايخ والمفكرين وغيرهم، اجتهدوا في ترك هذا الباب لإرجاع الناس إلى المصادر الأصلية والمنابع الصافية.

الأصل الرابع من أصول هذه الجماعة: إرشاد الناس إلى أن نصوص الكتاب والسنة لا محيد عنها ألبتة، وأن الدين لله محصور في هذه النصوص التي أوحاها الله -تبارك وتعالى- منهجًا لخلقه في دينهم ودنياهم على فهم سلف الأمة وألزمهم اتباعها، ونهاهم عن إتباع ما تشابه منها ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، فمن اطمئن قلبه بالإيمان؛ وسعه ما وسع الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- وأصحابه وتابعيهم بإحسان، فكل هراء الصوفية وتأويلاتهم وشطحاتهم ودعواهم بأن للقرآن والسنة ظاهرًا وباطلًا إن هو إلا دجل وكذب صريح على الله ورسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- دسه أعداء هذه الملة للقضاء عليها.

خامسًا: الدعوة إلى مجانبة البدعة ومحدثات الأمور والوقوف عند قول الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((من عمل عملًا ليس عليه أمرنا؛ فهو رد)) فكل ما جاء به في حياته؛ فهو دين إلى قيام الساعة، وما لم يأتِ به، فليس بدين إلى يوم القيامة، لقوله تعالى: {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا} (المائدة: من الآية: ٣).

ودعا إلى هذا الأصل والهدف ما كان سائدًا ومنتشرًا من كثرة البدع ومحدثات الأمور من إقامة الموالد للمشايخ وإقامة حلقات الذكر الجماعي وما يصاحب ذلك من ضرب على الطبول والدفوف مع الرقص والتمثيل وإحداث أذكار معينة تقال بعض الصلوات بصورة جماعية أو عند مراسيم دفن الموتى وما إلى ذلك.

<<  <   >  >>