وجود قوي ونفوذ كبير في داخل المجتمع، ومع ذلك كله فالحكومة المصرية التي نشأت الإخوان في بلدها لا تسمح حتى الساعة بقيام حزب للإخوان المسلمين، وقد اضطرهم ذلك -أي: عدم موافقة الحكومة على أن يكون لهم كيان معترف بهم؛ قد اضطرهم ذلك- إلى التحالف مع أحزاب المعارضة السياسية القائمة، وإلى تشكيل تحالف يسمح لهم بدخول مجلس الشعب المصري.
وقد استقطب هذا التحالف وبعض ممارسات الجماعة الأخرى بعضَ النقد من بعض مؤيديها ومعارضيها في أكثر من مناسبة، وهذا ما سأبينه إن شاء الله -تبارك وتعالى.
د- المآخذ على جماعة الإخوان: المآخذ على جماعة الإخوان المسلمين كثيرة، لم تقتصر على المواقف السياسية فحسب -وإن كان هذا الموقف هذا الموقف السياسي أو المواقف السياسية التي يسلكها الإخوان بين الحين والآخر عليها ملاحظات كثيرة- فأولًا: تصادمهم مع الحكماء والحكام، والخروج عليهم بمظاهرات ومناوشات، والنقد اللاذع على الملأ بكثرة وبشدة، كل ذلك أمور يجب ألا يَسْلُكَهَا الإنسان في الأمر والنهي عن المنكر؛ لأن المظاهرات التي يخرج فيها النساء وتعم فيها الفوضى ليست مظهرًا إسلاميًّا صحيحًا، ولم تكن يومًا ما نقطة إصلاح بحال من الأحوال، بل إن سلبيات المظاهرات كثيرة، ولا أود أن أقف عند ذلك كثيرًا، وقد أفتى سماحة الوالد الشيخ الْعَلَّامَة عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله تبارك وتعالى- بأن هذه المظاهرات لا تجوز، وهذا أمر معلوم.
إلى جانب أيضًا الجوانب السياسية أو المآخذ على الجوانب السياسية هناك مآخذ على الجوانب العقائدية والمنهجية؛ فمن الناحية العقائدية أُخِذَ على الشيخ البنا وجماعته -رحم الله الجميع- ما