ذكره البنا -رحمه الله- من أن دعوته أيضًا حقيقة صوفية، والحقيقة: معلوم أن التصوف ليس من الإسلام، فهو دعوة باطلة، وطقوس ما أنزل الله بها من سلطان، والتصوف الموجود اليوم وقبل اليوم الذي يدعو أربابه إلى تعظيم وتقديس الأشخاص وبناء المساجد على القبور ونشر البدع الكثيرة المختلفة -كالأعياد والمناسبات؛ كيوم عاشوراء والاحتفال بالإسراء والمعراج وبالمولد النبوي، وما إلى ذلك- كل هذه الأفكار التي وقعت فيها الصوفية تخالف هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- وإن جماعة الإخوان المسلمين حينما أدخلوا التصوف عليهم أفسدوا جماعتهم في الحقيقة، وفسدت لديهم التربية الصحيحة، وإن كان لديهم نظام متميز إلا أنني أعني بالتربية: التربيةِ القائمة على كتاب الله وهدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
كما أخذ على الجماعة أيضًا: عدم التسليم لأسماء الله وصفاته، بل من المعلوم أن كثيرًا من الإخوان يؤولون أسماء الله وصفاته؛ كتأويلات المعتزلة والجهمية والأشاعرة المؤولين، ولقد سار على ذلك كتاب الإخوان بصورة عامة، ولم يهتموا بمنهج السلف في ذلك؛ فالشيخ سيد قطب -رحمه الله- وقع في التأويل وأبو الأعلى المودودي وقع في التأويل، وقيادات الإخوان بصورة عامة، بل إن الشيخ حسن البنا يعتبر التفويض هو منهج السلف، والتفويض في المعنى ليس منهجًا للسلف بحال؛ السلف -رحمهم الله- فوضوا في كيفية الصفات، أما معاني الصفات وما تدل عليه فالسلف يعرفونها ويعلمونها.
كما أن جماعة الإخوان في الحقيقة هَوَّنُوا كثيرًا من أمر البدع، فكانوا لا يهتمون بنشر السنة والقضاء على البدع، وكان الأمر المهم لديهم أن يجتمع الناس أولًا، ولا يثيروا -كما يزعمون- قضايا تجعل الناس لا يلتفون حولهم.