للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونحن نقول بأن الاجتماع مهما كان على غير كتاب الله وهدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهو اجتماع باطل، لا تكون له ثمرة صحيحة، ولا فائدة ناجحة ولا بد من أن أقول كلمة في هذا المقال أيضًا بِأَنَّ ما سلكه الإخوان من طرق سياسية -ولا أعني ذلك بأن الدين بعيد عن السياسة، بَلْ إِنَّ الدِّينَ جَاءَ لِيَحْكُمَ الدُّنْيَا والدين والآخرة، وَلَا بُدَّ أن يسير العباد وفق شريعة الله ومنهجه -سبحانه وتعالى.

ولكن الإخوان إذا تحالفوا مع بعض الأحزاب العلمانية كي يصلوا إلى زعامات، وكي يتبوءوا مراكز ومناصب، أو أن يدخلوا في مجلس الشعب مثلًا، فهذا لا يجوز بحال.

إن مثل هذا التنازل في العقيدة بعيد عن روح الإسلام -إن كنا نفهم الإسلام- فلقد سبق وأن دخل الإخوان، وعقدوا حلفًا مع حزب الوفد؛ حتى يدخلوا من خلاله إلى مظلة مجلس الشعب، وفي الحقيقة نحن يجب علينا أن نسلك الطرق الصحيحة المؤدية إلى النتائج السليمة؛ فَلَا ينبغي مثلًا -لأننا نحرص على الوصول إلى الحكم- أن نتنازل عن مبادئنا وعن عقيدتنا، وأن نمد أيدينا لمن لا يأبهون بديننا، ولا يتمسكون بهدي نبينا -صلى الله عليه وآله وسلم.

وقد أخذ أيضًا على بعض أتباع جماعة الإخوان المسلمين -أخذ عليهم- الغلوُّ الشديد في إعجابهم بمشائخهم وقادتهم؛ فكانوا يظهرون بين الحين والآخر غلوًّا شديدًا في الشيخ حسن البنا -رحمه الله- كما أيضًا غالوا في الشيخ سيد قطب -رحمه الله تبارك وتعالى- وفي أبي الأعلى المودودي وغير ذلك، ولا يقبلون بحال من مسلم ناصح لدينه أن يذكر شيئًا من السلبيات التي وقع فيها واحد من هؤلاء، ونحن ندين للَّهِ -عز وجل- أن جميع البشر -عدا الأنبياء والمرسلين- معرضون للخطأ والصواب؛ فكل يؤخذ منه ويرد عليه إلا النبي -صلى الله عليه وسلم- وبالتالي فلا يمكن أن نَقْبَلَ كُلَّ مَا قَالَهُ الشيخ حسن البنا، ولا الشيخ سيد قطب، ولا أبو علي المودودي، ولا غير هؤلاء من الأئمة والعلماء، وإنما نقيس أقوال هؤلاء على كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم.

والصحيح: أَنْ يَلْزَمَ الجميع منهج الإسلام المتمثل في الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم-

<<  <   >  >>