للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بفهم السلف الصالح، والإسلام قد نهى عن الغلو حتى في شخص الرسول الكريم -صلى الله عليه وآله وسلم- وكيف نقبل كل ما يقوله هؤلاء وفي الحقيقة أن هناك أقوالًا واجتهادات نُسِبَتْ إلى الشيخ التلمساني والشيخ سعيد حوا لا يجيزها الفهم الصحيح للإسلام؛ فكيف نقبل ذلك؟!

ولا يغضب أحد من الإخوان إذا كنا ننتقد هذا الوضع القائم الآن؛ لأننا إذا أردنا أن نقيم شرع الله حقًّا لا بد من تربية صحيحة على عقيدة سلف هذه الأمة، فلا بد من الرجوع إلى العقيدة الصحيحة -إلى كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بفهم السلف الصالح- وأن نحذر البدع ومن الوقوع فيها، وألا نهتم بتجميع الناس من حولنا، وهذا يدفعنا إلى أن نتنازل للناس كثيرًا عن مبادئ ديننا.

ولا شك أن الدعوة التي تتنازل للعامة عن بعض الأمور الضرورية يمكن أن تجد قبولًا عند الناس، ولكنها لا تجد عند الله -تبارك وتعالى- القبولَ التامَّ الذي يرضي رب العزة والجلال -سبحانه وتعالى- وقد تعاطف الناس كثيرًا مع الإخوان المسلمين، بسبب ما ابتلوا به في حياتهم من السجن والضرب والإيذاء والقتل والتشريد، وقد دفع ذلك -كما ذكرت- إلى التعاطف معهم والوقوف إلى جوارهم.

أنتقل بعد ذلك إلى آخر نقطة في هذا العنصر، وهي بعنوان "انتشار الجماعة وأماكن نفوذها":

بدأت الحركة -كما ذكرت آنفًا- في مدينة الإسماعيلية، ثم انتقلت بعد ذلك إلى القاهرة، وَانْتَقَلَتْ أَيْضًا إلى معظم بلاد وقرى مصر، وقد بلغ عدد شُعِبِ الإخوان في أواخر الأربعينات في مصر ما يقرب من ثلاثة آلاف شعبة، وقد تضمنت هذه الشعب وضمت أعدادًا كبيرة من الأعضاء، ثم ما لبثت الحركة أن انتقلت إلى سائر الأقطار العربية الأخرى،

<<  <   >  >>