للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كيسان بتعَهده، وكان عمر يختلف إلى عبيد الله بن عبد الله يسمع منه العلم، وكان صالح بن كيسان يلزمه الصلاة، فأبطأ يومًا عن الصلاة، قال له: ما حبسك؟ قال: كانت مرجلتي تُسَكِّنُ شعري، فقال: بلغ بك حبك تسكين شعرك أن تؤثره على الصلاة؟! وكتب إلى عبد العزيز بذلك -يعني: إلى والده- فبعث إليه عبد العزيز رسولًا، فلم يكلمه حتى حلق شعره، وقال عمر بن العزيز: لقد رأيتني وأنا بالمدينة غلام مع الغلمان، ثم تاقت نفسي إلى العلم، وإلى علم العربية والشعر، فأصبت منه حاجتي.

وقال عمر بن العزيز أيضًا عن نفسه: ما بقي أعلم بحديث عائشة منها، يعني عَمْرًا، قال: وكان عمر يسألها -رحمه الله -تبارك وتعالى.

ب- بعنوان "ذكر طَرف مما أَسْنَدَ من الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-":

أَسْنَدَ عمر بن عبد العزيز -رضي الله تعالى عنه- الحديث عن جماعة من الصحابة، وعن جماعة من كبار التابعين، إلا أنه كان مشغولًا عن الرواية، فلذلك قل حديثه -رحمه الله- وسأذكر هنا طائفة، نستدل بها على أنه قد سَمِعَ من بعض الصحابة، وسَمِعَ من كبار التابعين، ورَوَى عنهم -رحمه الله -تبارك وتعالى- فمن جملة ما أسند مثلًا عن الصحابة: أسند عن أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه- وقد رآه عمر وروى عنه، وصلى أنس بن مالك خلفه، ومما أسند عن أنس: ما أخبر به أبو الحسن قال: حدثنا -أو قال حدثني- الحارث بن محمد العنزي، عن إسماعيل بن أبي حكيم، عن عمر بن عبد العزيز، عن أنس بن مالك، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: ((لتأمرن بالمعروف، وتنهون عن المنكر، أو ليسلطنَّ عليكم عدوًّا من غيركم، ثم تدعونه فلا يستجيب لكم)).

<<  <   >  >>