ومما أسند عن ابن عمر -رضي الله عنهما- وقد سَمِعَ منه الحديث، وروى عنه ما جاء عن ابن عمر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال:((إن الله -تبارك وتعالى- يحب الشابَّ الذي يفني شبابه في عبادة الله، ويحب الإمام المقسط، وأجره أجر من يقوم ستين عامًا يصوم نهاره ويقوم ليله)).
كما أسند عن عمرو بن أبي سلمة المخزومي؛ فقد روى عنه عمر بن عبد العزيز -رضي الله تعالى عنه- وقد رَوى عنه:"أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي في ثوب واحد متشحًا به، وقد خالف بين طرفيه". وهذا في الحقيقة غريب من حديث عمر بن عبد العزيز، تفرد به الحسن عن عبد الكريم كما ذكر ابن الجوزي -رَحِمَهُ اللَّهُ -تبارك وتعالى- في سيرة عمر بن عبد العزيز.
ومما روى عن السائب -والسائب: هو ابن أخت نمر- مسح رسول الله -صلى الله عليه وسلم رأسه، وَدَعَا له، وحج حجة الوداع مع النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وروى عنه عمر بن العزيز -رضي الله تعالى عنه- ما سمعه السائب في سُكْنَى مكة عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وهو أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال:((للمهاجر ثلاثة أيام بعد الصوم)).
وقد روى أيضًا عمر بن عبد العزيز عن جماعة من كبار التابعين، منهم: سعيد بن المسيب، وعبد الله بن إبراهيم بن قارض؛ فمن حديثه عنهما: ما أخبرناه. وهذا كلام ابن الجوزي -رحمه الله- يعني: ما أُخْبِرَ به ابن الجوزي، والذي أخبره: علي بن عمر قال: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عمر بن عبد العزيز، عن عبد الله بن إبراهيم بن قارض، وعن سعيد بن المسيب أنهما حدثاه أن أبا هريرة قال: سَمِعْتُ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول:((إذا قلت لصاحبك: أنصت، والإمام يخطب يوم الجمعة فَقَدْ لَغَيْتَ)).
وقد روى أيضًا عن سالم بن عبد الله بن عمر أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال:((اللهم أَعِزَّ الإسلام بأحب الرجلين إليك -عمر أو أبي جهل)).