كما روى عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: ((أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كان أجود من الريح المرسلة إذا نزل عليه جبريل يدارسه القرآن)). وقد كان جبريل -صلوات الله وسلامه عليه- ينزل على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في رمضان، فيدارسه القرآن -يعني: يقرأ النبي -عليه الصلاة والسلام- عليه القرآن.
جـ- وهي بعنوان "ولايته قبل الخلافة":
ولي عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- قبل أن يكون خليفة- ولي المدينة في شهر ربيع الأول في سنة سبع وثمانين، وهو ابن خمسٍ وعشرين سنة؛ ولاها إياها الوليد بن عبد الملك، فولى عمر -رضي الله عنه- على قضائها أبا بكر محمد بن عمرو بن حزم، ودعا عمر عشرة نفر من فقهاء البلدة، منهم: عروة والقاسم وسالم، فقال: إني دعوتكم لأمر تؤجرون فيه، وتكونون فيه أعوانًا على الحق؛ إن رأيتم أحدًا يتعدى، أو بلغكم عن عامل لي ظالم أن تبلغونني، فأثنوا عليه وافترقوا.
وعن عبد الرحمن بن حسن، قال: أخبرني أبي، قال: بلغني أن الوليد بن عبد الملك استعمل عمر بن عبد العزيز على الحجاز -يعني: المدينة ومكة والطائف- فأبطأ عمر -رضي الله عنه- عن الخروج، فقال الوليد لحاجبه: ويلك، ما بال عمر لا يخرج إلى عمله؟! قال: زعم أن له إليك ثلاث حوائج، قال: فعجله علي، فجاء به الوليد فقال له عمر: إنك استعملت من كان قبلي، فأنا أحب ألا تأخذني بعمل أهل العدوان والظلم والجور. فقال له الوليد: اعمل بالحق وإن لم ترفع إلينا درهمًا واحدًا. وهذا يبين لنا حرص هذا الخليفة -رحمه الله -تبارك وتعالى- قبل أن يكون خليفة- على العدل والحق -رحمه الله -تبارك وتعالى.