للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال صالح بن أحمد: قال لي أبي: وُلِدت في ربيع الأول سنة أربعة وستين ومائة ومات أبوه شابًا فوليته أمه.

وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: طلبت الحديث سنة تسع وسبعين فسمعت بموت حماد بن زيد وأنا في مجلس هشيم.

قال صالح: قال أبي -يعني أحمد بن حنبل-: ثقبت أمي أذني، فكانت تصير فيهما لؤلؤتين، فلما ترعرعت نزعتهما، فكانت عندها، ثم دفعتها إلي فبعتهما بنحو من ثلاثين درهمًا.

قال أبو داود -رحمه الله تبارك تعالى-: سمعت يعقوب الدورقي سمعت أحمد يقول: وُلِدت في شهر ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة، وبهذا يتبين أن تاريخ ولادته -رحمه الله تبارك وتعالى- متفق عليه لا خلاف فيه، وقدم به أبوه من "مرو" وهو حمل فوضعته أمه ببغداد، وتوفي أبوه وهو ابن ثلاث سنين -رحمه الله تعالى.

وعن محمد بن عباس النحوي قال: رأيت أحمد بن حنبل حسن الوجه ربعة، يخضب بالحناء خضابًا ليس بالقاني، في لحيته شعرات سود، ورأيت ثيابه غلاظًا بيضًا ورأيته معتمًّا وعليه إزار، وقال المروزي: رأيت أبا عبد الله إذا كان في البيت عامة جلوسه متربعًا خاشعًا، فإذا كان خارج بيته لم يتبين منه شدة خشوع، وكنت أدخل والجزء في يده يقرأ -رحمه الله تبارك وتعالى.

كان أيضًا للإمام أحمد شيوخ كثيرون، وقد ذكر منهم الإمام الحافظ الذهبي -رحمه الله تعالى- الكثير والكثير، كما ذكر غيره، وقد قال الإمام الذهبي في هذا عن الإمام أحمد -رحمه الله- قال: بأنه طلب العلم وهو ابن خمسة عشر سنة في العام الذي مات فيه مالك وحماد بن زيد، فسمع من إبراهيم بن سعد قليلًا، ومن هشيم بن بشير فأكثر وجوّد، ومن عباد بن عباد المهلبي، ومعتمر بن

<<  <   >  >>