وأقول: والله إنها كلمات جليلة القدر من هذا الإمام العالم الرباني.
أيضًا الحافظ ابن حجر -رحمه الله- عن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- عندما يذكر أنه صنف ودرس وأفتى وفاق الأقران وصار أعجوبة في سرعة الاستحضار وأنه اطلع على مذاهب السلف والمنقول والمعقول، وإلى غير ذلك مما كان عليه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله.
في الحقيقة أذكر هنا كلمة قالها الإمام الشوكاني -رحمه الله- بعد ذكره لكلام ابن حجر هذا، فالإمام الشوكاني نقل كلام ابن حجر في كتابه "البدر الطالع" وعقب عليه بقوله: وأقول: أنا لا أعلم بعد ابن حزم مثله، وما أظنه سمح الزمان ما بين عصر الرجلين بمن شابههما أو يقاربهما، ١٨:٥٠هذه كلمة أيضًا من العالم الجليل الإمام الشوكاني -رحمه الله- يقول بأنه لا يعلم بعد ابن حزم مثل: ابن تيمية -رحمه الله- يعني: الزمان لم يجد بعد ابن حزم برجل كابن حزم أو يقارب ابن حزم إلا شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله.
وأنا أقول معقبًا على ذلك: رحم الله ابن حزم وغيره من الأئمة، ولكن ابن تيمية فاق ابن حزم بمراحل متعددة ويكفي أنه كان على معتقد صحيح، وكان متبعًا لمنهج سلف هذه الأمة الذي قد خالف شيئًا منه الإمام ابن حزم -رحمه الله تبارك وتعالى- ثم قال الشوكاني -رحمه الله- قال الذهبي ما ملخصه: كان يقضى منه العجب -يعني: من شيخ الإسلام ابن تيمية- إذا ذكر مسألة من مسائل الخلاف التي يوردها منه ولا أشد استحضارًا للمتون وعزوها منه، وكانت السنة نصب عينيه وعلى طرف لسانه بعبارة رشيقة، وكان آية من آيات الله في التفسير والتوسع فيه، وأما أصول الديانة ومعرفة أقوال المخالفين فكان لا يشق غباره، فيه هدى -رحمه الله تبارك وتعالى- يعني: كان يعرف أصول الديانة وكان مستقيمًا على الهدي الرباني الذي جاء من عند الله -تبارك وتعالى.