للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشيخ -رحمه الله- وجزاه خيرًًا أن يقوم لله قومة انصدعت لها جبال الجاهلية، وتقطعت بها غيوم الباطل وشبهاته، فعزم على تنحية البدع من الحياة التي حوله، وإيقاظ النائمين، وتنبيه الغافلين، والعمل على نشر الإسلام والنور من الكتاب والسنة وسيرة الصالحين، وذلك بتأثير البيئة العلمية التي نشأ فيها الشيخ -رحمه الله تبارك وتعالى.

د- توجه الشيخ للرحلة في طلب العلم:

قال ابن بشر -رحمه الله تبارك وتعالى-: لما تتحقق للشيخ معرفة التوحيد ونواقضه وما كان قد وقع فيه كثير من الناس من البدع المضلة، صار ينكر هذه الأشياء، واستحسن الناس ما يقول، لكن لم ينتهوا عن ما فعل الجاهلون ولم يزيلوا ما أحدث المبتدعون، هنا توجه الشيخ -رحمه الله- للرحلة في طلب العلم للتسلح بسلاح ماض قاطع؛ فإن إنكار الشيخ لهذه الأمور الشائعة جعلته في مواجهة للمعارضة من علماء السوء وتلبيساتهم وشبهاتهم، وتأليب العامة عليه، وتهمتهم إياه بالانحراف والجهل، فكان كل ذلك يزيد تفكيره وحرصه على تحصيل العلم وإدراك الحق، فلا بد أن يرحل في طلب العلم وتحقيق ما شرح الله له صدره من حقيقة هذا الدين القيم على أيدي حملته العدول، الذين لن تخلو منهم الأرض ولن ينقطع منهم زمان إلى قيام الساعة، فليرحل إلى مظانهم في أقطار البلاد الإسلامية، حيث إنهم لا يحصرون في مكان دون آخر ولا زمان دون زمان؛ فإن للعلماء بقايا وفي الزوايا خبايا، وحجة الله قائمة، وذكره محفوظ، وميراث رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- مضبوط وذلك في الكتب والصدور، يحمله من كل خلف عدوله، ويتوارثه جيل بعد جيل، ورب مُبلغ أوعى من سامع، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه.

<<  <   >  >>