للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ليرحل الشيخ حينئذ في طلب العلم، والتسلح بسلاحه؛ فإن الطريق إلى الله لا بد من أعداء قاعدين عليه، ولا شك أنهم عندهم من الفصاحة والعلم والحجج؛ ولذلك وجب على المسلم أن يتعلم من دين الله ما يصير له سلاحًا يقاتل به هؤلاء الشياطين الذين يصدون عن سبيل الله ويقطعون الطريق إليه، كما ذكر ذلك الشيخ -رحمه الله- في بعض رسائله؛ لذلك قرر الشيخ محمد بن عبد الوهاب أن يرتحل من بلده "العيينة" يطلب العلم والنصرة وإعداد العدة من النور والحكمة، ولعله يجد ما يساعده على ما عرف من دين الإسلام، والشيخ -رحمه الله- رحل رحلات متعددة، وأنا سأقف بعض الوقفات وأنقل بعض من كلمات الذين ترجموا لهذا العالم الجليل -رحمه الله- وذكروا رحلاته العلمية.

من هؤلاء المؤرخ ابن بشر -رحمه الله- حيث قد ذكر عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب أنه قال: بأنه رحل في طلب العلم وحج بيت الله الحرام، وقضى حجه وسار بعد ذلك إلى المدينة النبوية -على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم- وقد ذكر المؤرخ ابن بشر ذلك عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب فقال: فلما رأى -هذا كلام ابن بشر- أنه لا يغني القول ولم يتلق الرؤساء الحق بالقبول، تجهز من بلد "العيينة" إلى حج بيت الله الحرام، فلما قضى حجه سار إلى المدينة -على ساكنها أفضل الصلاة والسلام- وكلام ابن بشر هذا يفيد أن الشيخ بدأ رحلاته العلمية من العيينة إلى الحجاز، فحج بيت الله الحرام أولا ثم سار إلى "المدينة" ثانية، وعلى ما يظهر من كلام بن غنام وكلام الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن، أن الشيخ -رحمه الله- كان قد حج قبل هذه الحجة التي ذكرها ابن بشر بداية، حج في طلب العلم قبل أن يرحل -رحمه الله تبارك وتعالى- أيضًًا إلى الحج مرة أخرى ليحج ويتعلم، وفي ذلك يقول: ابن غنام -رحمه الله- عن والد الشيخ -يعني والد الشيخ محمد بن عبد الوهاب- أن والد الشيخ قال: وقد تحققت -يقول:

<<  <   >  >>