عن ابنه- وقد تحققت أنه بلغ الاحتلام قبل إكمال اثنتي عشرة سنة على الإتمام، وزوجته بعد البلوغ في ذلك العام، ثم طلب مني الحج إلى بيت الله الحرام، فأجبته بالإسعاف لذلك المرام، فحج وقضى ركن الإسلام وأدى المناسك على التمام، ثم قصد مدينته -عليه الصلاة والسلام- وأقام فيهما شهرين، ثم رجع بعد ذلك فائزًا بأجر الزيارة والمناسك.
ثم ذكر ابن غنام أن الشيخ بعد رجوعه من "المدينة" إلى "العيينة" أخذ في القراءة على والده في الفقه على مذهب الإمام أحمد ثم بعد ذلك رحل يطلب العلم إلى ما يليه من الأقطار، وزاحم فيه العلماء الكبار، فوطئ الحجاز والبصرة لذلك مرارًا وأتى الإحساء لتلك الأوتار.
ويقول الشيخ عبد اللطيف أيضًًا: وبعد بلوغ الشيخ سن الاحتلام قدمه والده في الصلاة ورآه أهلًا للإتمام، ثم طلب الحج إلى بيت الله الحرام، فأجابه والده إلى ذلك المقصد والمرام، وبادر إلى قضاء فريضة الإسلام، وأداء المناسك على التمام، ثم قصد المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام وأقام بها قريبًا من شهرين، ثم رجع إلى وطنه قرير العين، واشتغل بالقراءة في الفقه على مذهب الإمام أحمد -رحمه الله- ثم بعد ذلك رحل يطلب العمل.
وعلى هذا يتضح من كلام ابن غنام والشيخ عبد اللطيف أن حجته الأولى كان يدفعه إليها واجب أداء واجب ركن الإسلام وفريضته لما توفرت شروطها ببلوغ الشيخ ألا وهي حج بيت الله الحرام، أما هذه الحجة التي ذكرها ابن بشر أولا في بداية رحلته العلمية فواضح أنها كانت بعد أن قرر مغادرة العيينة لطلب العلم.
وبنحو ما ذكرته هنا ذكره بعض العلماء ومنهم الشيخ مسعود الندوي -رحمه الله تبارك وتعالى- حيث قد ذكر في كتابه "محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه"