قال ما نصه: وكان قد تشرف بحج بيت الله الحرام، وكان مركزية الحجاز قد أثرت في نفسه، وحينما فكر في طلب العلم قصد الحجاز، إلى أن قال: حج بيت الله الحرام وزار المسجد النبوي مرة ثانية، ثم حضر مجالس العلماء وانقطع لطلب العلم.
وعلى هذا فإن الرحلة الأولى التي ذكرتها أنا الآن في بداية كلامي، عن توجه الشيخ للرحلة، عندما ذكرت أنه توجه إلى المدينة وإلى مكة، وتوجه أولا إلى مكة للحج ثم ذهب بعد الحج إلى "المدينة" يظهر أنها حجة كانت تالية بعد الحجة التي وجه فيها والد الإمام محمد بن عبد الوهاب ليحج بيت الله الحرام لما طلب منه الشيخ ذلك، والشيخ على ما يروي ابن بشر من رحلته العلمية خرج من "المدينة" بعد أن أقام فيها ما شاء الله يطلب العلم إلى نجد، ومن نجد تجهز إلى البصرة يريد الشام، فلما وصل البصرة جلس فيها يقرأ عند عالم من أهل "المجموعة" و"المجموعة" هذه قرية من قرى البصرة في مدرسة فيها.
ويذكر حفيد الشيخ وتلميذه الشيخ عبد الرحمن بن حسن في معرض رده على ابن منصور الذي يفتخر برحلته إلى البصرة والزبير، ويقول: إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب هكذا يقول: ابن منصور مفتخرًا بذهابه إلى "البصرة" و"الزبير" ومعرضًا بأن ابن عبد الوهاب لم يذهب ولم يرحل لطلب العلم، فقال هذا الرجل وهو ابن منصور: إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يتخرج على أشياخ في العلم، قال الشيخ عبد الرحمن ردًّا عليه: إن الشيخ أيضًًا سافر إلى البصرة غير مرة، كل مرة يقيم بين من كان بها من العلماء فما الذي يخص ابن منصور بأخذ العلم منها دونه، إذا كان الكل قد سافر إليها، ويقول عبد الرحمن بن حسن: ثم إن شيخنا -رحمه الله تعالى- بعد رحلته إلى البصرة رحل إلى الإحساء، ثم رجع من الإحساء أيضًًا إلى البصرة.