للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال عبد الرحمن بن حسن أيضًًا: إن الشيخ خرج من البصرة إلى نجد قاصدًا الحج فحج -رحمه الله- فلما قضى الحج وقف في الملتزم وسأل الله أن يظهر هذا الدين بدعوته وأن يرزقه القبول من الناس، فخرج قاصدًا المدينة مع الحجاج يريد الشام، فعرض له بعض سراق الحجيج فضربوه وسلبوه وأخذوا ما معه وشجوا رأسه وعاقه ذلك عن مسيره مع الحجاج، فقدم المدينة بعد أن خرج الحاج منها، ثم رجع إلى نجد فقام فيهم يدعوهم إلى التوحيد.

فكلام الشيخ عبد الرحمن بن حسن -رحمه الله- هذا واضح وصريح في أن الشيخ خرج من البصرة إلى نجد قاصدًا الحج، فحج ووقف في الملتزم وسأل الله أن يظهر هذا الدين بدعوته، وأن يرزقه القبول من الناس، ثم خرج من مكة قاصدًا المدينة مع الحجاج ليسافر منها إلى الشام مع حج الشام، ولكن فاته ركب الشام بسبب ما تعرض من لصوص البادية سراق الحجيج، وحين قدم المدينة لم يدركهم، وسواء بقي في المدينة أو لم يبق بها فإنه رجع إلى "نجد" من "المدينة" وقام يدعو أهل "نجد" إلى التوحيد، فلما لا تكون هذه حجة ثالثة أيضًًا؛ حيث كانت الثانية هي بداية رحلاته العلمية على ما أشرت إلى ذلك في توجيه رواية ابن بشر رحم الله -تبارك وتعالى- الجميع.

هـ- شيوخه وما أخذه عنهم من فنون العلم وتلاميذه -رحمه الله تبارك وتعالى-:

في الحقيقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، بناء على ما ذكرته في رحلاته، كانت له شيوخ كثيرون، وسأذكر هنا بعض شيوخه في البلاد التي أخذ منهم العلم، وأبدأ بديار نجد، وقد ذكرت في ما مضى أن الشيخ تلقى العلم في نشأته العلمية في بلدة العيينة على والده الشيخ عبد الوهاب قاضي العيينة وعلى عمه الشيخ إبراهيم، وهما أخذا عن أبيهما علامة الديار النجدية، ومرجع علمائها الشيخ سليمان بن علي، ولا يستبعد أخذه عن غير والده

<<  <   >  >>