وعمه، ولكننا نستطيع تسمية أبيه وعمه؛ لأن هذا أمر متأكد منه، فأبوه الشيخ عبد الوهاب ابن الشيخ سليمان بن علي، وقد ولد في مدينة "العيينة" قاعدة بلدان "نجد" إذ ذاك، وكان والده الشيخ سليمان بن علي هو علامة "نجد" في زمنه، هو قاضي "العيينة" فشب في بيت علم وفضل، واشتغل بالعلم من صغره، فأخذ عن والده وعن غيره من علماء "العيينة" و"نجد" كالشيخ محمد بن ناصر حتى أدرك -لا سيما في الفقه- فإنه فقيه لا كأبيه، ودرس وأفتى وكتب عن بعض المسائل الفقهية كتابات حسنة وولي قضاء "العيينة" فمكث فيها مدة طويلة -رحمه الله تبارك وتعالى. وقد ربى ابنه الشيخ محمد تربية علمية، وقد أشرت إلى ذلك، ولا شك أن الأب إذا كان عالمًا ومعلمًا سيعتني بتعليم وتربية أولاده قبل غيرهم.
أما الشيخ الثاني الذي أخذ الشيخ بن عبد الوهاب عنه العلم في ديار "نجد" هو: الشيخ إبراهيم بن الشيخ سليمان بن علي وهو عم الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تبارك وتعالى- وقد أخذ الشيخ إبراهيم أيضًا عن أبيه وعن غيره من العلماء حتى حصل -خصوصًا في الفقه- وكتب من كتب الفقه شيئًًا كثيرًا بيده، وخطه حسن مضبوط، وقد ولي القضاء في بلدة أشيقر، ولا شك أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب صاحب الترجمة في هذا اللقاء، قد أخذ عن عمه هذا كثيرًا من صنوف العلم.
أنتقل بعد ذلك إلى شيوخ الشيخ في بلدان أخرى غير بلده العيينة، فأبدأ بالحجاز، وهنا بعض الناس يشكك في أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يتعلم في رحلاته العلمية، وأنه لم يأخذ عن الشيوخ، ولكن في الحقيقة أخذ الشيخ محمد بن عبد الوهاب عن كثير من الأئمة والعلماء والشيوخ، وقد ذكر الشيخ عبد العزيز بن باز أنه أخذ عن بعض علماء الحرم الشريف، ويقول الدكتور العثيمين: وتشير