للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السَّكَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: قَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ، " فِي جَنَازَةِ دَاوُدَ الطَّائِيِّ: مَا أَعْجَبَ شَأْنَكَ وَقَدْ يَزِيدُ فِي عَجَبِنَا أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ زَمَانِكَ قَبَرْتَ نَفْسَكَ قَبْلَ ⦗٣٣٩⦘ أَنْ تُقْبَرَ , وَأَمَتَّهَا قَبْلَ أَنْ تَمُوتَ , عَمَدْتَ إِلَى خُبْزَةٍ أَوْ خُبْزَتَيْنِ فَأَلْقَيْتَهَا فِي دَنٍّ عِنْدَكَ , فَإِذَا كَانَ اللَّيْلُ قَرَّبْتَ مِطْهَرَتَكَ , وَأَخْرَجْتَ فَصَبَبْتَ عَلَيْهَا مِنَ الْمَاءِ , ثُمَّ أَدَمْتَهَا , فَهُوَ أَدَمُكَ , وَهُوَ حَلْوَاؤُكَ , أَيْبَسْتَ الطَّعْمَ وَإِنَّمَا تُرِيدُ طَيِّبَهُ , وَأَخْشَنْتَ الْمَلْبَسَ وَإِنَّمَا تُرِيدُ لَيِّنَهُ , لَمْ تَرَ مَا تَرَكْتَ عَظِيمًا , فَآنَسَ مَا يَكُونُ النَّاسُ أَوْحَشَ مَا تَكُونُ , وَأَوْحَشَ مَا يَكُونُ النَّاسُ آنَسَ مَا تَكُونُ , تَفَقَّهْتَ لِنَفْسِكَ , وَتَرَكْتَ النَّاسَ يَتَفَقَّهُونَ , وَتَعَلَّمْتَ لِنَفْسِكَ وَتَرَكْتَ النَّاسَ يَتَعَلَّمُونَ , فَمَنْ سَمِعَ بِمِثْلِكَ عَزَمَ مِثْلَ عَزْمِكَ؟ وَفَعَلَ مِثْلَ فِعْلِكَ؟ عَزَلْتَ الشَّهْوَةَ عَنْكَ فِي حَيَاتِكَ كَيْ لَا تُصِيبَكَ فِتْنَتُهَا , فَلَمَّا مُتَّ شَهَرَكَ رَبُّكَ , وَأَلْبَسَكَ رِدَاءَ عَمَلِكَ , وَحَشَدَ الْجَمَاعَةَ لَكَ , فَلَوْ رَأَيْتَ الْيَوْمَ تَبَعَكَ عَلِمْتَ أَنَّهُ قَدْ كَرَّمَكَ وَشَرَّفَكَ , وَلَوْ أَنَّ طَيِّئًا تَكَلَّمَتْ بِأَلْسِنَتِهَا شَرَفًا بِكَ لَحُقَّ لَهَا , إِذْ كُنْتَ مِنْهَا أَبَا سُلَيْمَانَ "

<<  <  ج: ص:  >  >>