١٠- أن يكون على درجة عالية من الخبرة بالعمل الصحفي، وما يتصل به من أمور فنية ومهنية، وأن يجيد القيام بدور رئيس الفريق، أو الموجه له، لأن إعداد هذا المقال -في أحوال كثيرة- يتطلب تعاونا كبيرا بينه وبين الآخرين، وجانبا هاما من جوانب عمل الفريق، خاصة بالنسبة للصحف الأجنبية.
ولكن: ماذا عن أساليب تحرير هذا النوع الهام من أنواع المقالات الصحفية، الذي قلنا إنه يلي المقال الافتتاحي أهمية؟ بل وربما تعنى به بعض الصحف أكثر من عنايتها بالمقال الافتتاحي نفسه بوصفه "مقال رئيس التحرير ومن هم في مستواه"، في أغلب الأحوال وأعمها، أو باعتباره افتتاحية الصحف التي ليست لها افتتاحية؟
ذلك أنه على الرغم من أن حصيلة كتاب هذا النوع من أنواع المقالات من التجارب والخبرات والممارسات تضعهم على درجة عالية من المهارة والكفاءة، والتي تجعل من أساليب تحريرها أساليب إبداعية بالدرجة الأولى، تعكس هذه الإمكانيات كلها، وتجعل باستطاعتهم التغيير والتعديل والتبديل والوصول إلى أساليب جديدة أو متجددة، وإلى أفكار كتابية فريدة، على الرغم من ذلك فقد أمكنني حصر عدد من هذه الأساليب نفسها، مما يتبعه عدد من الكتاب العرب والأجانب:
- أما عن العنوان فإن أشهر اتجاهات تحريره من حيث الشكل والمضمون واللغة -معا- فهي:
- الاتجاه الأول الذي يتبعه بعض رؤساء التحرير أو من هم في مستواهم من كتابة عنوان ثابت لا يتغير، يكتبون تحته مقالاتهم القائدة الموقعة، يليه عنوان خاص بالمقالة نفسها يتغير من مقالة لأخرى، ولا يعني هذا أن مقالنا القائد يكتب يوميا مثله في ذلك مثل المقال الافتتاحي، ولكنه حين يكتب فإنه يكون تحت هذا العنوان الثابت والآخر المتغير بتغير المقالة.
- والاتجاه الثاني الذي يكتفى فيه بالعنوان الأول الثابت الشمولي الذي يرتفع فوق هذه المقالات حين نشرها.
- والاتجاه الثالث لا يكون للمقال فيه عنوانه الثابت، وإنما المتغير من مقال إلى مقال، الدال على مضمونه ومحتواه ومادته، ولعل هذا الاتجاه الأخير يكون من أكثرها استخداما.