للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مشابه أو مختلف بحيث تساعد هذه المقارنة على شرح وتفسير وتوضيح الحدث الأول موضوع هذا التفسير أو يراه القراء من خلال "الضوء المقارن".

د- أسلوب التناول اللغوي: ويقوم أصحاب هذا الاتجاه بتتبع كلمات الخبر أو الواقعة أو الموقف أو الرأي تفسيره كلمة كلمة، بل وحرفا حرفا، وذلك من حيث إن المادة التي يقوم بتفسيرها -الخبر مثلا- هو رسالة إعلامية ذات نسيج لغوي، وهذا النسيج يتكون من خيوط عديدة ويمكن عن طريق الإمساك بها وتتبعها أن نصل إلى حقيقة كل شيء ولكنه بالطبع ليس أي تتبع للكلمات بهدف تعداها أو إعرابها أو الإعجاب بلغة محررها، وإنما التتبع من أجل الغوص وراء الكلمات والسطور وخلفها وتحتها وبين السطور نفسها، حتى نصل إلى سرها الكامن ونقدمه للقراء، أو أن سئت فقل إنه وضع للنقاط فوق الحروف مما يزيل من حالات اللبس والغموض التي تكتنفها، وهذا الاتجاه قوي وسائد ولكنه يحتاج إلى خبرة كبيرة وثقافة عريضة باللغة وأساليبها إلى جانب الثقافة العامة والتمرس بهذا العمل الهام.

هـ- أسلوب التناول المختلط: وهو الذي يخلط فيه محرره بين أكثر من أسلوب من الأساليب السابقة بغية إعطاء فرص متزايدة للتفسير المتنوع، المشرق والجذاب، ولكن هذه الطريقة الأخيرة تحكمها عدة اعتبارات، وإلا كانت نتيجتها عكس الاتجاه المأمول، أما هذه الاعتبارات فهي:

- أن يكون له ما يبرر قيامه.

- أن يكون طول المقال مما يسمح بذلك.

- أن تكون المساحة المتاحة مما يسمح بهذا الخلط أيضا.

- ألا يكون بين أكثر من أسلوبين في أغلب الأحوال، حتى لا يحدث التعارض وتقع التجاوزات التي تشتت ذهن القارئ.

وهكذا نجد أن الخلط بين الأسلوبين المعلوماتي واللغوي أو التاريخي والمقارن يمكن أن يعتبر خلطا معقولا عندما يكون هناك ما يبرر قيامه: "جفاف المادة، تشابك الأحداث بكثرة, غموض وإبهام نتائج عديدة وإلى حد يفوق الحد العادي".. إلخ.. لكن الخلط بين المعلوماتي واللغوي والتاريخي معا، صعب في حدود المساحة المحدودة، والاستعداد الذهني لعدد كبير من القراء.

<<  <   >  >>