للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سطورها، وقد تبلغ عدة سطور قليلة جدا، تذكر بحجم "التقاريظ" و"التوقيعات" الصغيرة للغاية التي عرفها الأدب العربي والتي أشرنا إليها سابقا, غير أن ذلك لا يعني أن هذه الأعمدة لنفس الكتاب -نصف كلمة مثلا لأحمد رجب بصحيفة الأخبار القاهرية- تأخذ حجما صغيرا، عبارة واحدة مثلا في جميع الأوقات، وإنما تتضاعف العبارات وتتكون من عدة فقرات أحيانا داخل نفس المساحة اليومية، ثم تطول الأعمدة أحيانا لتصل إلى حجم العمود الكامل بطول الصفحة -من القلب لمحسن محمد ومن ثقب الباب لكامل زهيري: صحيفة الجمهورية -على أنه لا ينبغي الإكثار من ذلك الحجم، تماما كما لا ينبغي أن يزيد عن هذا الطول إلا في أحوال نادرة للغاية وشاذة أيضا، ولا حكم عليها.

على أن من أهم من نطالب به هو تثبيت حجم العمود بقدر الإمكان، ليحقق طابعه الخاص الذي يعرف به، ويتناسب مع طبيعته كأسلوب نشر، وكذا ليحقق الغاية من وجوده ونشره.

ب- من حيث ثبات النشر وانتظامه: ومن أبرز الخصائص الدالة على طابع الأعمدة الصحفية، ثبات نشرها على نظام أو ترتيب أو حال واحد، فإذا كانت يومية لكاتب واحد فينبغي مداومة النشر اليومي والإصرار على ذلك لأطول فترة ممكنة، وحتى في حالة سفر المحرر إلى الخارج، أو مرضه -لا قدر الله- فمن الواجب أن يقوم هو نفسه بمعالجة هذا الوضع، عن طريق كتابة عدة أعمدة بصفة "احتياطية"، أو عمل رصيد، أو مؤجلات "أعمدة مؤجلة" أو بذل الجهد من أجل وصول رسائله التي تحمل أعمدته -إلى جانب المواد التحريرية والمصورة الأخرى- إلى مقر صحيفته أو مجلته وذلك عن طريق البريد العادي، أو الراديو أو التليفون أو التليكس أو أجهزة النقل والاتصال الحديثة والخطوط الساخنة.

وهذا الكلام يصدق أيضا، إذا كان المحرر يقوم بكتابة عموده بصفة دورية، أو يقوم بكتابة عمود متخصص، فثبات موعد النشر وما يتصل به من ثبات موعد الكتابة وتقديم العمود المختص، من أهم أسباب اقتراب القراء منه، وتعرفهم عليه وارتباطهم به، ثم نجاحه في نهاية الأمر.

جـ- من حيث مكان النشر:

باستثناء العمود غير ثابت النشر، فإن القاعدة هي ثبات الأعمدة في أماكنها

<<  <   >  >>