٣- ولكن المطلوب ليس هو اختصار العنوان فقط، خاصة إذا كان النظام المتبع هو أن يكتب تحته عنوان آخر متغير، وإنما ينبغي أن يكون هذا العنوان المختصر دالا كل الدلالة على طابع المقال وطبيعته ونوعية مادته الغالبة على أكثره، وعلى الاتجاه الذي سوف يسود كتابته في معظم الأيام أو الأسابيع فلا يعقل -مثلا- أن يكون العنوان الثابت هو "مع العلم" بينما العمود يتناول عرض أو نقد الكتب الجديدة.
كما أنه ليس من المعقول أن يرتفع عنوان مثل "في الشبكة" على عمود علمي متخصص وهكذا، وحتى الأعمدة العامة -وهي هنا مجال حديثنا الأول- ينبغي اختيار عنواناتها الدالة عليها وعلى مادتها وعلى شخصية محررها أيضا، فعنوان مثل "أتحدى" ينبغي أن يختلف مضمون عموده عن مضمون عمود بعنوان "قبلات" وعنوان آخر مثل "وسام على صدره" يدل تماما على مادة مقاله الذي يقدم الأنموذج والقدوة الصالحة، وهو -حتما- يختلف عن مقال عمودي آخر يرتفع فوقه عنوان مثل:"كلام فارغ" وهكذا.
٤- كذلك فإن الاختصار والدلالة وحدهما لا يكفيان وإنما ينبغي أن تتصف كلمة أو كلمات العنوان:
- بما يجذب نحوها عيون القراء "الجاذبية".
- بما يجعلها واضحة الدلالة على مادتها ومضمونها وطابع المقال العمودي "الوضوح".
وهكذا نجد أن الجاذبية وأن الوضوح ضرورتان لاختيار كلمة العنوان أو كلماته، حيث تساهم هذه كلها في جذب القارئ نحوه، وحرصه عليه، ومتابعته له.
٥- وبالمثل فإن جدة الفكرة -فكرة العنوان هنا- واتصالها بعنصر الابتكار المتفاعل، أو المنسجم مع الهدف من وجود العنوان، وبل والعمود كله، هذه أيضا تكون من معالم نجاح عنوان مقال العمود، ومن الشروط التي ينبغي توافرها فيه، وهذا العنصر يعني، ويتحقق بواسطة أساليب عديدة، يعرفها الموهوبون من