المحررين، ويحرصون عليها، ويبلغ حرصهم عليها أشده عند الاستقرار أو الاتفاق على كتابة عمود جديد، حيث يجهد المحرر -أو عدد من المحررين- أنفسهم من أجل العثور على عنوان أو "اسم" للعمود، ينبغي أن يتوافر فيه، وبالإضافة إلى ما سبق ومن زاوية ابتكارية هذه المرة:
أ- الجدة الكاملة، أي: أن يكون العنوان جديدا، لم يسبق استخدامه من قبل، ولا يستخدم الآن في صحيفة أو مجلة أخرى، وذلك باستثناء:
- أن يكون من الأعمدة ذات التاريخ الطويل والأثر الكبير وتريد الصحيفة أن تحافظ على بقائه كأحد معالمها الرئيسية والأساسية، ونتيجة لما أثرى به صاحبه حياتها والحياة الاجتماعية ككل.
ويزيد من ذلك عندما يكون لهذا المحرر أخ أو ابن أو قريب يعمل بالصحيفة نفسها أو بالعمل الصحفي في مجموعه، ويمكنه أن يقدم له طابع الاستمرار وأن يحافظ على هويته تماما، وعلى استمرار أدائه لدوره١.
- أن يكون العنوان الثابت قد استخدمته صحيفة أو مجلة قديمة، كانت تصدر بنفس البلد أو بغيره منذ عدة أعوام "بعد اتباع الأسلوب المهني اللائق خاصة في حالة وجود كاتبه أو رئيس تحرير الصحيفة أو صاحبها على قيد الحياة".
- أن تكون الصحيفة التي تستخدمه -أو المجلة- مما يصدر في بلد أجنبي، وإن كنا لا نفضل ذلك تماما ولا نؤيده؛ لأن أمام المواهب ما يتسع من أجل الحصول على أفكار لعنوانات جديدة، مبتكرة تختلف تماما عن العنوانات التي تستخدمها هذه الصحف والمجلات الأجنبية.
١ لعل خير الأمثلة على ذلك في إطار صحافتنا العربية، قيام أستاذنا "مصطفى أمين" بكتابة العمود الشهير "فكرة" بعد وفاة شقيقه "علي أمين" الذي ارتبط العمود باسمه لأكثر من عشرين عاما، بل لقد رأينا العمود نفسه وعددا من الصحف العربية تتسابق إلى نشره وهو بقلم "مصطفى أمين"، وهكذا كما يقوم الزميل "سمير عبد القادر" بكتابة عمود "نحو النور" بعد وفاة والده "محمد زكي عبد القادر" الذي ارتبط العمود باسمه حوالي ثلاثين عاما، بعد أن تغير من عمود يومي إلى أسبوعي، وهكذا.