للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١- المقال الذي يتصل بخواطر المحرر وتأملاته وانطباعاته عن الناس والحياة والمجتمع والسلوكيات, وهو ما يصدق عليه هنا بحق تعبير "مقال الخواطر والتأملات" وهو من أقربها إلى المقالات الأدبية، بل إن تعبيرنا الذي ذكرناه في كتبنا السابقة، وكتابنا هذا "الأدب الصحفي" ليصدق عليه أولا قبل أن يصدق على غيره من أنواع المقالات الأخرى، وكثيرا ما يكون كاتبه من خارج أسرة الصحيفة، إذا لم يكن هناك من يقدر على كتابته من أعضاء هذه الأسرة وإن كنا نشك في ذلك؛ لأن بعض الصحف يحرص على أن يكون مثل هذا الكاتب أو الأديب الموهوب ضمن أعضاء أسرتها، بل ومجلس إدارتها أحيانا١, كما أشرنا إلى ذلك من قبل.

٢- المقال في الاتجاه الديني ويقوم بتحريره "المحرر الديني" أو أحد الكتاب بالصحيفة أو المجلة أو من خارج أسرتها ويربط فيها بين الدين والحياة، أو الدين والمجتمع، كما يتناول المسائل الدينية المختلفة والعبادات وأمور الشريعة الغراء، والاتجاهات الدينية, وما إلى ذلك كله تناولا بسيطا يختلف عن تناوله لها عندما يكتب في مجلة أو جريدة متخصصة وهكذا.

٣- مقال "الاعترافات": وهو يركز على ذكريات الكاتب ومذكراته, وعلى ما مر به من تجارب وخبرات, وكذا على أمور فرحه وحزنه ولقاءاته ومواقفه، بشرط أن يكون كاتب هذا المقال من النجوم في صحيفته ومجتمعه معا، وأكثر شهرة من غيره من الكتاب، بل أكثر شهرة من غيره من كتاب هذه المقالة نفسها, وأن يعرف أيضا كيف يقول ما عنده بالأسلوب الذي يجذب القراء نحوه, وقد ألمحنا -عند حديثنا عن تاريخ فن المقال- إلى أن مقال "الاعترافات" له أصل في الأدب العربي وفي الآداب العالمية، خاصة بالنسبة لذلك الفن الأدبي الذي يعرف باسم "الترجمة الشخصية".

ولا نريد هنا -طبعا- أن نقول إن هذا المقال يتناول ترجمة شخصية لكاتبه، ولكن نريد أن نقول إنه يأخذ كثيرا من خصائص وملامح هذا الفن الأدبي, خاصة ما يتصل بـ"روح المقال" وحسن اختيار الوقائع، وصدق التعبير وعرض الطبائع الإنسانية وكثرة المعلومات ونقل الصور والمشاهد العديدة التي يفصل بينها وبين القراء مسافات بعيدة زمنية وجغرافية معا وهكذا.


١ مثل الأساتذة: "توفيق الحكيم, نجيب محفوظ, ثروت أباظة".. وغيرهم بالنسبة لأسرة صحيفة "الأهرام".

<<  <   >  >>