للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبين مقال الاعترافات أو المذكرات الشخصية التي تكتب يوميا، وصحيح أن أكثر الكتاب -في هذه الحالة- لا يقسمون المقال إلى سبعة أقسام أو فقرات تمثل أيام الأسبوع، بعد أن كانوا يفعلون ذلك، وإنما يختصرونها إلى ثلاثة أو أربعة أو حتى خمسة أيام فقط, ولكن هذه المقالات على الرغم من ذلك، كانت -وما تزال- الأقرب إلى طابع هذا المقال وطبيعته ومن ثم إلى نوعيته الواحدة العامة كما ينبغي أن تكون، ومن هنا، واستنادا إلى ذلك، فإننا ما نزال ننظر إلى المقالات التي تأخذ هذا الشكل على أنها النوع الأول الأصلي والأساسي في مقالات اليوميات.

ولكن لأسباب عديدة من بينها: "الرغبة في التجديد, دخول عامل التخصيص, الاستعانة بالصف الثاني من الكتاب وندرة وجود الصف الأول, الحرص على أن يكون لكل طابعه الخاص المميز حتى وإن كان على حساب الشكل الأساسي لهذا المقال, عدم وضوح الفارق بينه وبين نوعيات أخرى من المقالات خاصة الصحفي العام والتحليلي" لهذه الأسباب وغيرها، وجدنا أنفسنا أمام أنواع عدة من مقالات اليوميات، والخواطر والتأملات كان من أبرزها -من حيث الشكل أو الإطار هنا, إضافة إلى هذا المقال القياسي الأساسي نفسه- تلك التي تعبر عنها الاتجاهات "التقسيمية" التحريرية أيضا، الآتية:

٢- المقال المقسم إلى فقرات متعددة عامة، وليس إلى أيام أو في إطار أيام: وهو الشبيه الأول بالنوع السابق، وأقرب الأنواع إليه بل يكاد لا يختلف عنه في شيء مطلقا سوى أنه لا يأخذ شكل اليوميات ولا ينتظم في إطارها، ومن ثم فإن فقراته لا تسيطر عليها "روح" اليوميات ولا ترتفع فوقها كأصله المقالي وكعنوانات فقرات تلك الأيام التي يتحدث الكاتب عما وقع خلالها فتكون على سبيل المثال: "السبت, الاثنين, الخميس" مثلا، وإنما ترتفع فوقها عنوانات فقرات عادية كالتي نراها مصاحبة للمواد الأخرى، أو بديلاتها، ومن ثم فإن الإطار التحريري لهذا المقال، لا يعتمد أيضا على عنصر الزمن، أو اليومية أو "المفكرة" أو "الأجندة" وإنما على عمومية الموضوع فقط ومن هنا أطلق عليه عن جدارة تعبير "مقال الفقرات"، في مقابل مقال "الفترة الواحدة" وهو العمود الصحفي القصير جدا.

٣- المقال المقسم إلى فقرات متعددة ذات موضوع واحد: وهو شبيه بالمقالين

<<  <   >  >>