هذا المقال أيما أثر، وحيث نجد أنفسنا -ولمزيد من الوضوح والدلالة- أمام هذه الصورة التحريرية التي نتحدث عنها باختصار شديد:
أولا: الصورة التحريرية الأولى "قالب اليوميات التقليدي"
وهو كما قلنا الأصل والأساس، حيث يكون القالب هنا، هو القالب الزمني اليومي ومن هنا فإن أهم معالم تحريره هي:
١- الالتزام الكامل والدقيق بهذا الإطار الزمني بحيث يستقل كل يوم من الأيام المختارة بعناية، بفقرة مستقلة، هذا هو الشكل الأساسي.
٢- أما عن المقدمة، أو المدخل فإننا نجد أنفسنا أمام أكثر من اتجاه:
أ- اتجاه شائع لا يقوم الكاتب فيه بكتابة مقدمة ما، ولكن يفعل ذلك سكرتير التحرير، وفي أغلب الأحوال تكون هذه المقدمة عبارة عن "جملة مقتبسة" من المقال نفسه ولكنها ليست أية جملة وإنما جملة قوية ومعبرة وجذابة أيضا.
ب- واتجاه شائع آخر يقوم فيه المحرر أو الكاتب نفسه هنا بكتابة مقدمة لمقاله تأخذ أحد هذه الأساليب:
- الأسلوب السابق نفسه ولكن الاختيار هنا بيد المحرر كما قلنا.
- أو مع تغيير بسيط كأن يختار الكاتب جملة من كل فقرة، ثم يصلها ببعضها، لتصبح جملة قوية معبرة عن المقال كله، دالة على فقرائه، في صدق وجاذبية.
- أو يقوم بكتابة مقدمة جديدة تعبر عن مضمون المقال دون أن تكرر بضعة من كلماته على النحو السابق.
- أو يكتب مقدمة أخرى لا تعبر عن مضمونه، وإنما تشير إلى بعض الجوانب المتصلة به، كقصة المقال أو مصدر بعض ما جاء به أو اعتذار عن التأخر في كتابته عن الموعد المناسب أو ما يتصل بكاتبه نفسه.
جـ- واتجاه ثالث لا تكتب فيه مقدمة على الإطلاق، أو من أي نوع، وإنما يبدأ المقال بالعنوان "اليومي" وحده، أو بمصاحبة غيره وهكذا.
٣- ثم تنساب الفقرات تباعا فقرة في أثر أخرى بحيث تشبه كل فقرة منها مقالا عموديا متوسط الطول، ومن الملاحظ ومن المستحسن أيضا أن يسير ذلك وفق هذا النظام.