للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مضمونها وليس معناه أيضا أن هذه المؤثرات لا تصل "بمفعولها" حتى مقالات الأعمدة أو اليوميات الصحفية, فهذه وتلك تتأثر بها أيضا بدرجات متفاوتة, ولكن تأثيرها على المقالات الأولى يكون أكثر وضوحا وأشد وقعا, وعموما فإن المؤثرات كلها -السياسية- يمكن اختصارها في "الموقف من الديمقراطية" فبقدر اقتراب البلد الذي تصدر فيه الصحيفة أو المجلة التي تحمل هذه المقالات إلى الناس، بقدر اقترابه فكرا وحكما وسياسة وطابعا منها، أو بقدر ابتعاده عنها، يكون هذا "الواقع المقالي" منذ لحظة التفكير في كتابة مقال من المقالات، وحتى لحظات مبيعها وقراءتها, ومتابعة آثارها, وحيث يكون الكاتب أو المحرر مشدودا بفكره إلى مظاهر هذا "الموقف من الديمقراطية" الذي تقفه بلده ونظام الحكم فيه وحكومته وسلطاتهو وحيث يترتب على ذلك كله أكثر من أمر تتصل بهذه الأشياء أو العلامات جميعها:

- اتخاذ قرار بالكتابة أو الهرب و"التقاعس" عنها.

- اتخاذ القرار باختيار الموضوع الذي يتناوله الكاتب.

- اتخاذ القرار بالموقف الواجب، والأسلوب الصحيح للمعالجة.

- الوصول إلى النتيجة النهائية.

- متابعة "ردود أفعال" ما كتب، وأصداء ما قال واستقراء آثاره.

على أن أهم "مظاهر" هذه الديمقراطية التي تؤثر إيجابا أو سلبا على "الموقف المقالي" هذه الصور كلها دون أن يعني ذلك أنها يمكن أن تتجزأ, وإنما هي واحدة في ضمير الأمم والشعوب انطلاقا من قاعدتها الأساسية التي تقول بحكم الشعب نفسه، ولخيره في ظل الحرية والمساواة والحياة النيابية الصحيحة, إن أهم مظاهرها المؤثرة في الواقع المقالي هي:

- الحرية السياسية: وهي المظهر الأساسي أو الأصل والجوهر في قيام هذا النظام, وتعني هنا أن يكون الشعب هو مصدر السلطة وصاحب السيادة,. وأن تكون الحقوق السياسية متاحة ومقررة وواحدة بالنسبة لجميع المواطنين، كما يعني ذلك أيضا حرية تكوين الأحزاب وممارستها لنشاطها على قدم المساواة، إلى جانب كفالة حق العمل والمساواة في الحقوق الأساسية للجميع، بينما تكون الحكومة هي حكومة الأغلبية.

<<  <   >  >>