إن هؤلاء هم القاعدة الأساسية التي تقدم لنا "كتب المقالات" على اختلاف أنواعها, وإن تأثير هذه الأمور لكبير على فكرهم وإبداعهم، وعلى مستوى الوعي الثقافي والسياسي كله في نهاية الأمر.
جـ- المؤثرات الصحفية:
كذلك فإن "الواقع المقالي" هو جزء من الواقع الصحفي الموجود داخل جدران الصحيفة أو المجلة التي تنشر المقالات، وهذا بدوره جزء من الواقع الصحفي "الكلي" أو "الشمولي" الذي تمثله هنا الصورة التي توجد عليها صحافة بلد، أو صحافة آخر، بكل أبعادها، وظلالها وألوانها وحيث نجد قيام هذه المؤثرات الصحفية أو "المهنية" ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
١- تعدد الصحف والمجلات التي تصدر في بلد من البلاد أو قلتها, وكذا تعدد أفكارها وآرائها ومواقفها واتجاهاتها ومشاربها وحيث يؤثر ذلك -إيجابا أو سلبا- على الاهتمام بالمقال بنوعيته المختلفة وبكتابه أيضا، انطلاقا من المنافسة الشريفة، وصراع الرأي المطلوب والذي يثري الحياة الفكرية ويمدها بالحرارة والخصوبة، أو -في حالة عدم تعددها- يحكم عليها بالجمود والتوقف والركود الفكري المؤثر -سلبا- على هذا الواقع المقالي نفسه.
٢- وحتى داخل الصحيفة أو المجلة الواحدة، فإن إعطاء الفرصة المتكائفة للكتاب من مختلفي الاتجاهات والمواقف والآراء، وعلى قدم المساواة وبدون تفرقة بين محرر وآخر أو حجبها عنهم، في ذلك ما فيه من تأثير إيجابي أو سلبي على الفكر المقالي المنطلق المتجدد المنشور بمزيد من الاهتمام والرعاية، أو المحارب، أو "المحجم"، والمحكوم برغبات واتجاهات رئيس التحرير وحده، أو صاحب الصحيفة وحده وهكذا.
٣- طبيعة وسيلة النشر ذاتها والمدرسة الصحفية التي تسير عليها والسياسية "التحريرية" التي تنتهجها، وهل هي صحيفة "إخبارية"؟ أو صحيفة "رأي"؟ أو هي صحيفة تحاول الجمع بين الاتجاهين؟ وإلى أي مدى؟ على الرغم من صعوبة ذلك، بل إن الصحف الإخبارية لتختلف أيضا في أساليبها, فمنها ما هو إخباري عادي، شعبي يتقدم الأخبار لذاتها ومن حيث هي مادة أساسية, ومنها ما يسرف في أساليب تحريرها ونشرها إلى حد التطرف والإثارة والصخب, وحيث استحقت -عن جدارة- أن يطلق