عربية وعالمية بما تتضمنه من أفكار وما تقدمه من أساليب وما تتطرق إليه من مواقف وآراء وتعليقات وتحليلات, ومواقف تثري فكر الكاتب وتجدده وتساهم في تعريفه بما يدور حوله.
من هذه الزاوية يكمن أحد جوانب أهمية "ثراء" الصحيفة، حيث تستطيع أن توفر لكتابها بذلك كله، ما لايستطيع غيرها توفيره مما يؤثر -حتما- في مستوى مقالاتها أفقيا ورأسيا, ومن حيث التفكير والتعبير -معا- بشرط أن يعرف كتابها طرق الإفادة من هذه الأجهزة والمستحدثات كلها, وإلا كان وجودها مثل عدمه، لا يقدم ولا يؤخر كثيرا.
٦- وإلى جانب ذلك كله، فإن هناك عدة عوامل أخرى تؤثر إيجابا أو سلبا على هذا الموقف الصحفي من المقال كتابة وكتابا ونشرا، كما أنها تتصل بشكل أو بآخر بالعوامل السابقة في مجموعها، ومن هنا فإننا نركزها في الآتي:
- توقيت صدور الصحيفة أو المجلة وهل هي يومية، تصدر في طبعة واحدة أو في أكثر من طبعة، أو أسبوعية، أو مجلة من المجلات الأسبوعية أو الشهرية.
- نوعية المقال، ومضمون مادته، وهل هو مقال افتتاحي، أو مقال تعليق أو تفسير أو مقال صحفي عام، أو يوميات وما إلى ذلك له، فصحيح -كما قلنا- أن هذه كلها تدخل ضمن دائرة "المستوى الصحفي العام" ولكن بعضها قد يحتاج إلى قدر من الذوق الأدبي، أكثر مما يحتاجه البعض الآخر، كما أن البعض قد لا يحتاج إلى هذا القدر، أو إلى غيره أصلا، كما نوجه النظر هنا إلى حاجة "المقالات المتخصصة" من تلك التي تنشر على الصفحات والأركان والأبواب المختلفة ذات الطبيعة الخاصة حاجتها إلى استخدام بعض كلمات "المعجم الخاص" لتحرير هذه المقالات، والتي يختار الكاتب من بينها ما شاع استخدامه منها علمية أو اقتصادية أو عسكرية أو رياضية، وما إلى ذلك كله.
- الوقت المتاح للكاتب والذي يختلف من مقال لآخر، وحيث يتطلب بالنسبة للمقالات الافتتاحية، والتعليقات والتفسيرات والتحليلات، في أغلب الأحوال ذلك "الإيقاع التحريري السريع" والمباشر والذي يتجه إلى الغرض من أقصر الطرق وأقربها إلى عقول القراء بما يؤكد معنى "الحدثية" وإلا فاتت فرصة نشره، أو أصبح