ومن ذلك -مثلا- اختصاصه بحجرة متسعة بها لمسات من جمال، في مكان هادئ، وتطل على أكثر من مشهد طبيعي، إلى جانب "الديكور" المناسب, وصحيح أن بعض الكتاب يقدر ويستطيع وربما يفضل الكتابة في صالة التحرير نفسها أو بين صخب الزملاء وضجيج آلات "التيكرز" أو حتى ضجيج "المطبعة" نفسها, كما قد يقوم بالكتابة في أي مكان، ولكنه -حتما- يكون في حاجة إلى مثل هذا المكان الذي يمثل "صومعة" الشاعر أو "محراب" الفنان، من أجل "استجماع" أفكاره، وترتيبها، أو حتى الحصول عليها.
- علاقاته الخاصة والجيدة، بل والممتازة مع عديد من الناس والمسئولين والقراء والزملاء وأهل الحي، الذين يمكن أن يضعوا يده على حركة الجماهير, وما يفكر فيه المجتمع كما يقدموا له أفكار هذه المقالات، وقد يطلعونه على نتائجها وآثارها مما يشكل مادة مقالية جديدة، وكما سبق القول.
- حضوره الذهني المقالي، أو حاسته الصحفية المقالية التي تجعله يعيش يومه كله بإحساس كاتب المقال، يفكر ويتحدث ويستمع ويناقش ويستقبل ويحاور ويشهد ويلاحظ ويتحرك، ويتدبر وروح المقال تطغى على كل حركاته سكناته وتصرفاته، إنه يرى في كل مشهد وكل كلمة، حتى تلك العابرة، أو التي تبدو للبعض غير هامة، حتى في تلك "اللفتة" أو "اللمسة" أو "الإيماءة" أو التعليق السريع، أو الخاطرة، أو "الوخزة" يرى فيها -جميعها- إمكانية الإمساك بخيطها حتى نهايته، فقد يكون هناك ما يصلح للتعبير عنه في شكل مقال، أو تناوله ضمن هذا الإطار الفني التحريري.
- وجود "أرشيف" أو "مركز معلومات" خاص به يتضمن من الملفات والأوراق والقصاصات عددا هائلا مفهرسا ومرتبا حسب موضوعه أو شخصيته خاصة عندما يتضمن:
- ما يتصل بمجالات اهتماماته الأساسية والغالبة "معلومات وموضوعات".
- ما كتبه الآخرون عنها "مقالات متنوعة".
- الشخصيات الهامة التي تدور حولها مقالاته.
- ما يتصل بكتاب المقالات التي تتصل باهتماماته.
- الصور الخاصة بالشخصيات الهامة التي تتناولها كتاباته.